"العربي الجديد" يرصد رسائل هشام عشماوي قبل الحكم بإعدامه

01 ديسمبر 2019
اتُّهم عشماوي بالضلوع في هجمات على الأمن(محمد الشاهد/فرانس برس)
+ الخط -

علم "العربي الجديد" أن ضابط الجيش المصري السابق، هشام عشماوي، المتهم بتنفيذ العديد من العمليات المسلحة ضد قيادات من الجيش والشرطة في مصر، وجه عدداً من الرسائل خلال وجوده في مقر المحكمة العسكرية في قضيتين، هما "أنصار 3" و"الفرارة"، التي قضت فيهما عليه حضورياً بالإعدام شنقاً، عمّا أسند إليه من اتهامات، وذلك يوم الأربعاء الماضي.

وبحسب مصادر قانونية، وجّه عشماوي في البداية رسالة إلى شقيقته، كان مفادها أن لديه زوجة مقيمة في العاصمة العراقية بغداد، وأن له منها طفلين، وأنه يرغب منها في البحث عنها والتواصل معها. وتطرق عشماوي إلى القبض عليه من قبل قوة أمنية بعد محاصرته في مكان وجوده، حيث أكد أنه كان بإمكانه تفجير نفسه والمكان بالكامل في القوة الأمنية التي ألقت القبض عليه، متابعاً بأنه عدل عن هذا القرار نتيجة وجود 12 طفلاً وعدد من السيدات معه في ذات المكان الذي كان يختبئ فيه.

وأقر ضابط الجيش المصري السابق بارتكاب بعض الهجمات، وشرح كيفية تنفيذها، فيما نفى بعض الوقائع الأخرى، مؤكداً أن لا علاقة له بها. وأكد أنه دعا وسعى إلى توحيد راية "الجماعات الجهادية" تحت "راية واحدة في مواجهة العدو المشترك ونبذ تكفير ومقاتلة كل جماعة للأخرى، حتى يتمكنوا من الانتصار على العدو الرئيسي ثم حل الخلافات فيما بينها"، وهو ما دعا إليه مجدداً في رسالته. يشار إلى أنه في أواخر مايو/ أيار الماضي، أذاعت محطات تلفزيونية مصرية خاصة، فيديو للحظة وصول طائرة الجيش المصري، وعلى متنها هشام عشماوي، وصعود مذيع لتصويره في وقت كان معصوب العينين وحول أذنه كمامات. وقبل وصول عشماوي إلى مصر بأيام، كانت منظمة "هيومن رايتس ووتش" قد أصدرت تقريراً يفنّد عمليات القتل والتهجير الممنهجة في سيناء. وأرجع الفضل في القبض على عشماوي إلى الجانب الليبي، الذي اعتقله في 8 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وسُلِّم ضمن صفقة أجراها النظامان المصري والليبي.



وكان عشماوي ضابطاً سابقاً في الجيش المصري اعتُقل في مدينة درنة الليبية أواخر العام الماضي، وسعت القاهرة منذ فترة طويلة إلى القبض عليه بتهم تدبير هجوم دامٍ استهدف قوات الشرطة، وهجمات كبيرة أخرى. وشوهد معتقل آخر، لم يُذكر اسمه، مكبل اليدين ومعصوب العينين أيضاً. ثم أفادت تقارير إعلامية لاحقة بأن الرجل يدعى صفوت زيدان، وهو حارس شخصي لعشماوي. وجاء تسليم عشماوي في أعقاب زيارة لرئيس المخابرات المصرية عباس كامل لبنغازي، حيث التقى باللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر. وتقول السلطات المصرية إن عشماوي يتزعم جماعة "أنصار الإسلام"، التي أعلنت مسؤوليتها عن كمين استهدف قوات الشرطة في منطقة صحراوية في أكتوبر/ تشرين الأول عام 2017، ما أدى إلى مقتل 16 من ضباط الشرطة وجنودها. وتتهم السلطات المصرية جماعة "أنصار الإسلام"، المرتبطة بتنظيم "القاعدة"، بمحاولة اغتيال وزير الداخلية الأسبق محمد إبراهيم في عام 2013.

وحُكم على عشماوي غيابياً في مصر بالإعدام لإدانته بالتورط في هجمات، بينها هجوم في 2014 أدى إلى مقتل 22 من قوات حرس الحدود قرب الحدود مع ليبيا. واتهمت السلطات المصرية عشماوي بالضلوع في أغلب الهجمات الإرهابية التي حدثت في مصر أخيراً، ومن بينها تفجيرات الكنائس في الإسكندرية وطنطا والقاهرة، ودير الأنبا صموئيل في المنيا، ومحاولة اغتيال إبراهيم وقضية عرب شركس، وكمين الفرافرة، واستهداف الكتيبة 101. واتهمته بتأسيس وتدريب خلايا إرهابية في ليبيا، ونقله عناصرها لتنفيذ عمليات إرهابية في مصر. وتخفّى عشماوي مستخدماً أسماء حركية عديدة، أما كنيته الأشهر فهي "أبو عمر المهاجر". وتوعّد، في تسجيل له في عام 2015، باستهداف ضباط الجيش والشرطة في مصر، وبالمزيد من العمليات الإرهابية في سيناء. وقضت محكمة جنايات غرب القاهرة العسكرية غيابياً بإعدامه لتورطه في الهجوم على "كمين الفرافرة"، الذي أدى إلى مقتل 28 ضابطاً ومجنداً.

المساهمون