بعد مضي أكثر من شهر كامل على بدء معارك الساحل الأيمن للموصل، دخلت اليوم الخميس، فرق الدفاع المدني لانتشال جثث الضحايا من نساء وأطفال من تحت أنقاض منازلهم بعد أن اشتكى جنود من رائحة الموت التي أجبرتهم على ارتداء الكمامات الواقية.
ويقدّر العقيد الركن محمد وادي، عدد الجثث بالمئات، وجميعها لمدنيين قتلوا بسبب القصف. وبعد أن طلب عدم ذكر اسمه، قال: "اذكر الاسم وانقل عني، إن الحيوانات أرحم من بعض البشر".
ويضيف وادي، خلال تواجده قرب أنقاض منزل جرى انتشال جثة طفل منه: "كان يمكن إنقاذ هذا الطفل، وأخشى أنه ظل يصارع الموت وبكى كثيرا قبل أن يلفظ أنفاسه تحت أكوام الحجارة".
ووفقاً لمصادر في الدفاع المدني العراقي، فقد تم انتشال جثث 48 مدنيا حتى الآن، بينهم 33 طفلا وسيدة، فيما يستمر عمل فرق أخرى بأحياء من الساحل الأيمن. ويقدّر عدد ضحايا المعركة حتى الآن بأكثر من 3 آلاف قتيل وجريح مدني.
وتلتزم حكومة رئيس الوزراء، حيدر العبادي، الصمت إزاء ما يجري في الموصل من عمليات قصف جوي وصاروخي، ضمن ما عرف بسياسة الأرض المحروقة التي تتبعها قوات التحالف الدولي والجيش العراقي والمليشيات المساندة له في عملية انتزاع المدينة من قبضة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).
وقال العقيد صفاء جواد، مدير فرق النخبة للإنقاذ في مديرية الدفاع المدني العامة، في حديث خاص لـ"العربي الجديد"، إنّ "عمليات إنقاذ وانتشال الجثث من قبل فرق الدفاع المدني قد تتوقف نهائيا بعد ساعات من بدئها، بسبب حجم الأضرار بالمنازل التي تحتاج إلى معدات وآليات ثقيلة، حفارات ونقارات".
وتابع: "تمكنا من انتشال عدد كبير من الأطفال والنساء وجدناهم في قبو منزل بمنطقة الموصل الجديدة وسط الساحل الأيمن وما زال هناك عشرات الجثث الأخرى".
مازالت عشرات الجثث تحت الأنقاض (العربي الجديد) |
الحكومة تلتزم الصمت (العربي الجديد) |