"العربي الجديد" يرافق الجيش العراقي في معارك تلعفر

تلعفر

علي الحسيني

avata
علي الحسيني
21 اغسطس 2017
A54C93C5-11E2-4012-B58E-6C56896593AB
+ الخط -
أقل من ثلاثة كيلو مترات فقط تفصل، الآن، القوات العراقية المشتركة عن أول أحياء مدينة تلعفر، بعد تحريرها غالبية القرى المحيطة بالمدينة، وسط تكثيف تنظيم "داعش" الإرهابي هجماته الانتحارية بالسيارات المفخخة والأحزمة الناسفة، بالتزامن مع مظلة جوية واسعة لمقاتلات أميركية في سماء المدينة، تقصف بشكل مكثف الأحياء السكنية والسوق التجارية، ضمن عمليات التحالف الدولي، بينما يلف الغموض مصير سكان المدينة.

وقال معاون قائد المحور الغربي في الجيش العراقي، العميد أحمد فياض الجبوري، لـ"العربي الجديد"، إن التقدم الذي أحرزته القوات العراقية، بمختلف تسمياتها، "كبير"، وهذا "يعطينا إمكانية للإعلان عن أن مسألة تحرير المدينة مجرد وقت لا أكثر".

وأضاف الجبوري "تم تحرير قرى بطيشة وخفاجة وحلبية العليا ومزاريف وحلاوة وقزل وكسر المحراب وتل السبماك وجبل زمبر وطريق المحلبية والعبرة، وحاليًّا نستعد لاقتحام قرية العاشق".


وبيّن أن أفراد "داعش" ينسحبون إلى داخل المدينة، ويحاولون عدم استنفاد عتادهم، كما يتوقّع أن تنتقل المعركة، خلال يومين أو ثلاثة، إلى أسوار تلعفر، مؤكداً مقتل ما لا يقل عن 60 إرهابيًّا خلال معارك اليومين الماضيين.

في السياق ذاته، أكدت مصادر عسكرية في الفرقة 16 بالجيش العراقي، لـ"العربي الجديد"، أن مهمة اقتحام المدينة ستكون على عاتق الجيش وجهاز مكافحة الإرهاب والشرطة الاتحادية، بينما ستبقى مليشيات "الحشد الشعبي" خارجها، وفقًا لاتفاق مسبق وصفته بـ"السياسي لا العسكري".

من جانب آخر، قال مراسل "العربي الجديد" في تلعفر، والذي يرافق قوات الفرقة 16 في الجيش، إن التنظيم يستخدم قذائف الهاون والصواريخ التي يطلقها من داخل المدينة على تجمعات القوات العراقية في محيطها، مبينًا أن تلك الصواريخ أوقعت خسائر في صفوف القوات العراقية، غير أن الطيران الأميركي استطاع تحديد عدد من مدافع ومنصات صواريخ "داعش" ودمرها.





الوضع الإنساني

وحول الوضع الإنساني داخل المدينة، نقل المراسل عن ضباط وقيادات عسكرية عراقية قولها إن "العدد الفعلي للمدنيين غير معروف، لكنهم يتركزون داخل الأحياء السكنية في قلب المدينة وقرب السوق القديمة وقلعة تلعفر الأثرية"، مؤكّدين أن "داعش" يمنعهم من الفرار، وهم حاليًّا رهائن لديه.



في مقابل ذلك، أشارت مصادر محلية أخرى من قوات عشيرة شمر، التي تشارك في الهجوم، إلى أن السكان يتعرضون لمجاعة حقيقية.

وقال الشيخ فرج حميدي، من قوات "الضياغم" التابعة للعشيرة، إن الحل الأفضل هو الإسراع بعملية التحرير لتخليص السكان؛ لكن هذا لا يعني استخدام قوة مفرطة وارتكاب الخطأ نفسه في الموصل.

وبيّن أن "الجميع يأمل بفتح ممرات آمنة عند وصول قواتنا لأول الأحياء السكنية في تلعفر"،
مؤكدًا ورود معلومات تشير إلى مقتل وجرح ما لا يقل عن 30 مدنيًّا في ثاني أيام المعركة.

وترجح المصادر العسكرية العراقية وجود ما بين 1500 إلى 2000 مقاتل من تنظيم "داعش" داخل المدينة، غالبيتهم من الجنسية العراقية والسورية.

وتعزز عملية الإطباق على المدينة ومحاصرتها من جميع الاتجاهات مخاوف الشارع العراقي والمنظمات الإنسانية من تكرار سيناريو الموصل، الذي لم يترك لـ"داعش" الإرهابي خيار الفرار من المدينة، ما أدى إلى مجازر مروعة في صفوف السكان المدنيين، وتدمير أكثر من 60% من المدينة.