"الطاقة الدولية": وفرة الإمدادات تهدد بتراجع أسعار النفط

14 مارس 2015
أسعار النفط تهوي دون 57 دولاراً للبرميل اليوم(أرشيف/Getty)
+ الخط -
قالت وكالة الطاقة الدولية إن الفائض القياسي في مخزونات الخام الأميركية، قد يتجاوز القدرة الاستيعابية للتخزين في البلاد، ما قد يجدد التراجع في أسعار النفط، والحد من الإنتاج.

ورفعت وكالة الطاقة الدولية، اليوم الجمعة، تقييمها لإنتاج الولايات المتحدة من النفط خلال عام 2015، مع فشل تراجع عدد منصات التنقيب في خفض الإنتاج.

وأعلنت الوكالة أن المخزونات الأميركية بلغت ارتفاعاً قياسياً، لتصل إلى 468 مليون برميل، مع وجود فائض يبلغ 72 مليون برميل لمتوسط 5 سنوات، ما يهدد بتجاوز قدرة صهاريج التخزين.

وتوقع التقرير، الصادر عن الوكالة الدولية، ارتفاع المعروض الأميركي من الخام، خلال العام الجاري، بنحو 750 ألف برميل، ليصل إلى 12.56 مليون برميل يومياً، مقابل توقعات سابقة بلغت 12.41 مليون برميل.

كما رفعت الوكالة من توقعاتها للاستهلاك العالمي من النفط خلال عام 2015، بنحو 130 ألف برميل يومياً، بينما أشارت إلى ارتفاع الطلب العالمي على الخام بحوالى مليون برميل، إلى 93.5 مليون برميل يومياً.

وهبط سعر خام برنت عن 57 دولارا للبرميل، اليوم الجمعة، بعد إعلان وكالة الطاقة الدولية عن تخمة المعروض العالمي. وتراجع سعر مزيج برنت في العقود الآجلة، تسليم أبريل/نيسان، 30 سنتاً إلى 56.78 دولارا للبرميل. وانخفض سعر الخام الأميركي 20 سنتاً إلى 46.85 دولارا للبرميل.

وكانت أنباء عن اتفاق مبدئي لإنهاء إضراب ينظمه بعض عمال المصافي في الولايات المتحدة، ساهمت في دعم الأسعار، نظراً لأنه قد يساعد على زيادة الطلب على الخام للتكرير في أكبر مستهلك للنفط في العالم. وأثر الإضراب العمالي الأكبر لعمال المصافي الأميركية في 35 عاماً، على نحو 20% من طاقة التكرير في الولايات المتحدة، بما حد من الإنتاج.

وفي ذات الصدد، تشير إحصائيات الإدارة الأميركية إلى أن مخزونات دول منظومة التنمية والتعاون الاقتصادي ارتفعت، خلال شهري يناير/كانون الثاني وفبراير/شباط، بمعدل 208
ملايين برميل عن مستوياتها في نفس الفترة من العام الماضي.

ولاحظت إدارة الطاقة الأميركية التي ترصد تحركات أسواق النفط لصالح الحكومة الأميركية، أن مخزونات النفط العالمية ترتفع بمعدل 600 ألف برميل يومياً خلال العام الجديد. كما لاحظ خبراء نفط في لندن أن المضاربين باتوا يرفعون من شحنات النفط العائمة بالقرب من مناطق الاستهلاك الرئيسية في آسيا.

ورغم أن تدهور الأسعار قد توقف فعلياً، إلا أن تراكم الخامات النفطية في أميركا وزيادة المخزونات الأميركية، لا يبشران بارتفاع أسعار النفط فوق مستوياتها الحالية خلال الشهور المقبلة، أو على الأقل خلال الربع الثاني.

وعلى صعيد معادلة الطلب العالمي، فإن التحسن في الاقتصاد الأميركي رفع من معدل الطلب العالمي. وتشير الإحصائيات الأميركية إلى أن معدل الاستهلاك العالمي للخامات النفطية والمكثفات سيبلغ 92.3 مليون برميل في المتوسط خلال العام الجاري. وهذا المعدل أعلى بمليون برميل يوميا عن مستويات الاستهلاك في العام الماضي 2014.

ولكن في مقابل هذا النمو في الطلب، يلاحظ تفوق واضح في المعروض النفطي، خاصة إنتاج الدول غير الأعضاء في منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك".

وتشير إحصائيات إدارة الطاقة الأميركية إلى أن المعروض العالمي من النفط والمكثفات النفطية نما بحوالى 2.1 مليون برميل يومياً خلال عام 2014. وهذا النمو في المعروض جاء معظمه من إنتاج النفط الصخري الأميركي الذي أضاف حوالى 1.6 مليون برميل يوميا إلى الإمدادات العالمية.

ويشير آدم سيمنسكي، مدير إدارة معلومات الطاقة الأميركية في إفاداته للكونغرس الأميركي، إلى أن المعروض النفطي من خارج "أوبك" ربما ينمو بحوالى 800 ألف برميل يومياً خلال العام الجاري.

اقرأ أيضا:
أزمة النفط تلغي استثمارات عالمية بـ"تريليون" دولار
المساهمون