"الصورة، الأنا، الآخر": مدخل إلى الصورلوجيا

30 ديسمبر 2014
+ الخط -
ترجم الباحث المغربي عبد النبي ذاكر، كتاب "الصورة، الأنا، الآخر" للباحثين دانيال- هنري باجو وجان- مارك مورا،(منشورات الزمن، الرباط)، وفيه اقتراح تجربة إعادة الاعتبار لمبحث الصورلوجيا الذي طاله الاعتراض، فأخرج من حظيرة الأدب المقارن، وتحاشت تصنيفات الدرس المقارن الخوض فيه.
إذا كان "الآخر هو الطريقة التي تعرّف بها الذات نفسها " بتعبير هانتس- غيورغ غادمير، وبعيدًا من النظرة التشيئية للآخر، تقرّ جوليا كريستيفا بأنه "لو كنت أجنبيًا، لما كان هناك أجانب". بيد إنه عند دراسة صورة مجتمع ما أو العمل الأدبي لشعب آخر، سيكابد الباحث الصورلوجي حسب د. سعيد علوش عدة صعوبات تطبيقية مردّها إشكالات نظرية ومنهجية، تجعل الدارس يقصيها من حقل الأدب المقارن، بسبب اشتغالها على أدب الدرجتين الثانية والثالثة، ولمتاخمتهاعلم التاريخ وتاريخ الأدب والسوسيولوجيا والسيكولوجيا القومية ودراسة الرأي العام والتاريخ الثقافي، ومن مآزقها أنها لا تترك الباحث هادئًا ومحايدًا وموضوعيًا، بسبب تعرّضه لاستفزاز الصورة، ولتورطها في فخ قياس درجة صدق الصورة أو كذبها، وأيضًا لاصطدامها بأشكال الصور المتناقضة حول الشعب الواحد، ثمّ انفتاحها غير المشروط على حقول معرفية متعددة، بعضها يتمسّك بالنص ويغيّب التحليل التاريخي والثقافي، وبعضها الآخر لا يخرج عن كونه مسردًا لصور الأجنبي، أو فصلًا من فصول تاريخ الأفكار، أو مبحثًا سوسيو- تاريخي وثقافي.
وتلافيا لكلّ فخٍ مماثل، يقترح الباحثان أن تتوجه الصورلوجيا نحو استبعاد الواقع، وإن ظلّ هذا الاستبعاد رهين تصوّر معين للشفهي، وما له من خصوصية في إنتاج المعنى داخل النص الغيري وتعالقاته عبر- النصية.
يرى الباحثان أن الصورلوجيا تقع في عمق البحث المقارن، بما أنها تقوم على معرفة الأجنبي، إذ الصورة تستدعي المقارنة والرحلة شغوفة بالمقارنة بين المنظورات والفضاءات والمتخيلات والقيم.
كما يلقي البحث الضوء على المفاهيم الصورلوجية، التي تشكو من التعتيم، كالصورة، والقالب، والكليشيه، والمتخيّل، والهوية، والرأي، والنظرة، والآخر، والإيديولوجيا. ويشكّل البحث مناسبة لتخليص الصورلوجيا من تهمة الوضعانية، وشرك الموسوعية العقيمة، ويخلص إلى الإشادة بالانفتاح على البنيوية ونظرية التلقي والسوسيو- سيميائيات والنقد الثقافي.
المساهمون