"الصوت والمعنى" لـ ياكوبسون: ست محاضرات وصلت إلى العربية

07 ديسمبر 2018
(صورة ياكبسون في أحد المكاتب)
+ الخط -

عن "دار الرافدين"، صدر حديثاً كتاب "الصوت والمعنى" للمنظر اللغوي رومان ياكبسون، بترجمة كل من حسن ناظم وعلي حاكم صالح.

كان ياكبسون (1896-1982)، أحد مؤسسي مدرسة براغ اللغوية، وفي هذا الكتاب يقدم محاضراته الست الشهيرة عن الصوت والمعنى التي ألقاها عام 1942، وكان صدور الكتاب أول مرة ممهوراً بمقدمة وضعها كلود ليفي شتراوس.

يجادل الكاتب في المحاضرات بأن الصوتيات جانب هام للغاية في التواصل بسبب علاقتها الوثيقة بالمعنى. ومع ذلك ، فقد كان الناس يولون اهتماماً أكبر بكيفية إنتاج الأصوات وليس بعلاقتها بالمعنى.

بدأ جاكوبسون محاضرته الأولى بالإشارة إلى قصيدة إدغار ألان بو، "الغراب"، التي كتبها عام 1845. وهي قصيدة تتكون من ثمانية عشر مقطوعة، معروفة بمسرحيتها الموسيقية ولغتها المنمقة والأجواء الغرائبية، فيقف ياكبسون عند تكرار كلمة معينة في هذه القصيدة ومعنى وأثر الصوت في هذا التكرار.

في إحدى محاضراته، يؤكّد ياكبسون على وضع الشعرية في مركز الدراسات الأدبية عن طريق الأهمية التي يوليها للوظيفة الشعرية في نموذجه للتواصل. كما يعيد تقديم النص الكلاسيكي الذي كتبه في نظرية الاتصال عام 1960، بعنوان "البيان الختامي: اللسانيات والشعر".

نظراً إلى اهتمام ياكبسون بالشيء ذاته الذي استبعده علماء اللغة بشكل خاطئ من اعتباراتهم، وهو العناصر الانفعالية، يبدو أن دوره في دراسة وظائف اللغة يبدو خالياً من العاطفة وبسيطًا إلى حد ما، كما أنه قام بما يمكن وصفه بتقسيم المعنى إلى ست عناصر: مخاطِب ومخاطَب وشيفرة واتصال ورسالة وسياق، بخلاف سوسير الذي ركز على أربعة فقط وبوهلر الذي قسمه إلى ثلاث.

في محاضراته أيضاً تظهر الوظائف اللغوية، وهي بحسب ياكبسون الإفهامية والتعبيرية والانتباهية والمرجعية ووظيفة ما وراء اللغة والشعرية التي قسمها إلى أدوات في النثر وفي الشعر.

اهتم ياكبسون كثيراً بالشروط الموضوعية التي تحيط بتكون أي خطاب لفظي، مع صدارة المرسل في عملية التواصل ومراعاة المرسل إليه والاهتمام به اهتمامه بالمرسل، وبنية الرسالة اللفظية.

وفسّر العوامل المحيطة خارج النص والتي تؤثّر فيه كالزمان والمكان والبيئة اللغوية والمرجع. كما اعتبر أن البيئة اللغوية تفرض على المتخاطِبَيْن نظامها الصارم معتمدة على مسنّنات لغويّة.

دلالات
المساهمون