أوصت منظمة الصحة العالمية بفرض الضرائب على المشروبات السكرية لخفض استهلاكها والوقاية من البدانة، مقابل دعم أسعار الفواكه والخضار الطازجة للتشجيع على استهلاكها.
وذكرت منظمة الصحة في تقرير جديد نشرته أمس الثلاثاء، احتفالا باليوم العالمي لمكافحة السمنة الواقع في 11 أكتوبر/تشرين الأول، أن فرض ضرائب على المشروبات السكرية، يمكن أن يخفض استهلاكها الذي يقي من البدانة، ومن الإصابة بداء السكري من النوع الثاني، وتسوس الأسنان.
ووفقا للتقرير الصادر بعنوان "السياسات المالية للحمية والوقاية من الأمراض غير السارية" من شأن السياسات المالية التي تفرض زيادة لا تقل عن 20 في المائة في سعر التجزئة للمشروبات التي تحتوي على السكر، أن تؤدي إلى انخفاض متناسب في استهلاك هذه المنتجات. وأوضح أنه ينبغي للسياسات المالية أن تستهدف الأطعمة والمشروبات التي توجد لها بدائل صحية متاحة.
ولفت إلى أن خفض استهلاك المشروبات السكرية يعني انخفاض مدخول كمية "السكريات الحرة" والسعرات الحرارية بشكل عام، وتحسين التغذية، وانخفاض عدد الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن، والبدانة، ومرض السكري وتسوس الأسنان.
والسكريات الحرة هي مركبات السكاريد الأحادية (الغلوكوز والفركتوز)، والسكاريد الثنائية (السكروز أو سكر المائدة) تضيفها الشركة المصنعة، أو الطباخ، أو المستهلك إلى الأغذية والمشروبات، وأيضاً السكريات الموجودة طبيعياً في العسل وأنواع العصير وعصائر الفواكه ومركباتها المركّزة.
أوضح مدير إدارة منظمة الصحة العالمية للوقاية من الأمراض غير المعدية، الدكتور دوغلاس بيتشر، أنّ "استهلاك السكريات الحرة، والمنتجات التي تحتوي على السكر، هو عامل رئيسي في الزيادة العالمية في معدل البدانة والإصابة بمرض السكري. إذا فرضت الحكومات الضرائب على منتجات مثل المشروبات التي تحتوي على السكر، يمكنها أن تقلل من المعاناة وتنقذ الأرواح. كما أن ذلك يخفض تكاليف الرعاية الصحية، وزيادة العائدات على الاستثمار في الخدمات الصحية".
— WHO (@WHO) October 11, 2016
" style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
— WHO (@WHO) October 11, 2016
|
وبيّن التقرير أنّ ما يقدر بـ 42 مليون طفل تقل أعمارهم عن خمس سنوات عانوا من زيادة الوزن أو البدانة في عام 2015، أي بزيادة قدرها نحو 11 مليون نسمة خلال السنوات الخمس عشرة الماضية. ويعيش ما يقرب من 48 في المائة من هؤلاء الأطفال في آسيا و25 في المائة في أفريقيا.
وارتفع عدد الأشخاص الذين يعيشون مع مرض السكري من 108 ملايين في عام 1980 إلى 422 مليونا في عام 2014. وكان المرض هو السبب المباشر لوفاة 1.5 مليون شخص في عام 2012 وحده.
وبحسب مدير إدارة التغذية من أجل الصحة والتنمية لدى المنظمة الدكتور فرانشيسكو برانكا "من الناحية التغذوية، لا يحتاج الناس إلى سكر في نظامهم الغذائي. وتوصي منظمة الصحة العالمية أنه في حال استهلاك السكريات الحرة، فإن الحفاظ على المدخول بنسبة أدنى من 10 في المائة من إجمالي استهلاك الطاقة، وخفضه إلى أقل من 5 في المائة من إجمالي مدخول الطاقة يعود بفوائد صحية أخرى. وهذا يعادل أقل من استهلاك (250 ملليترا) من المشروبات التي تحتوي على السكر التي يشيع تناولها يوميا".
ووفقا لتقرير منظمة الصحة، تشير الاستطلاعات الوطنية المتعلقة بالحمية الغذائية إلى أن المشروبات والأطعمة التي تحتوي على السكريات الحرة يمكن أن تشكل مصدرا كبيرا للسعرات الحرارية غير الضرورية في النظام الغذائي للسكان، وخاصة في حالة الأطفال والمراهقين والشباب.
وخلص التقرير إلى أن دعم أسعار الفواكه والخضروات الطازجة بنسبة 10-30 في المائة يزيد من استهلاكها. وفرض الضرائب على الأطعمة والمشروبات التي تحتوي على الدهون المشبعة، وغير المشبعة والسكريات الحرة و/ أو الملح، وزيادة أسعارها يقلل من استهلاكها.
(العربي الجديد)