"الصحة العالمية" توصي بالامتناع عن استعمال المضادات الحيوية للحيوانات المتعافية

08 نوفمبر 2017
أوصت المزارعين بالامتناع عن استعمالها (نوح سلام/Getty)
+ الخط -

أوصت منظمة الصحة العالمية، المزارعين ودوائر صناعة الأغذية، بالامتناع عن الاستعمال الروتيني للمضادات الحيوية لأغراض تعزيز النمو والوقاية من المرض في الحيوانات المتعافية.

وأوضحت، في بيان لها، الثلاثاء، أن "فرط استخدام المضادات الحيوية وإساءة استخدامها في الحيوان والإنسان، يسهم في تفاقم خطر مقاومتها"، مشيرة إلى أن بعض أنواع الجراثيم التي تسبب حالات العدوى الخطيرة في البشر، طوّر مقاومة بالفعل لمعظم العلاجات المتاحة أو كلها، ولم يتبق إلا قلة قليلة من الخيارات الواعدة قيد التطوير.

ويقول الدكتور تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، المدير العام للمنظمة: "إن غياب المضادات الحيوية الفعّالة يشكل خطراً على الأمن الصحي، مثله مثل فاشية المرض المفاجئ والمميت. فسيكون العمل القوي والمستمر على صعيد جميع القطاعات ذا أهمية حيوية إذا أردنا أن نتغلب على موجة مقاومة مضادات الميكروبات والحفاظ على سلامة العالم".

وتستهدف التوصيات الجديدة الصادرة عن المنظمة، المساعدة في حماية فعّالية المضادات الحيوية ذات الأهمية بالنسبة إلى الطب البشري، بالحد من استعمالها غير الضروري في الحيوانات. ففي بعض البلدان، يسهم القطاع الحيواني بنحو 80 في المائة من الاستهلاك الإجمالي للمضادات الحيوية ذات الأهمية الطبية، حيث تُستخدم في المقام الأول في تعزيز النمو في الحيوانات المتعافية.

وبحسب المنظمة، فقد توصل استعراض منهجي نشرته الثلاثاء صحيفة "ذا لانست بلانيتاري هلث" أن التدخلات التي تُقيّد استعمال المضادات الحيوية في الحيوانات المنتجة للغذاء، تحد من الجراثيم المقاومة للمضادات الحيوية في هذه الحيوانات، بنسبة تصل إلى 39 في المائة. وقد استرشدت المبادئ التوجيهية الجديدة الصادرة عن المنظمة بهذا البحث مباشرة.



وتدعو المنظمة إلى خفض استعمال جميع فئات المضادات الحيوية ذات الأهمية الطبية عموماً في الحيوانات المنتجة للغذاء، بما في ذلك التقييد التام لاستعمال هذه المضادات الحيوية في تعزيز النمو والوقاية من الأمراض بدون تشخيص.

وتقول "ينبغي ألا تُعطى المضادات الحيوية للحيوانات المتعافية لوقايتها من المرض، إلا إذا شُخص المرض في الحيوانات الأخرى داخل السرب أو القطيع أو التجمع السمكي نفسه". لافتة إلى أهمية اختبار الحيوانات المريضة لتحديد المضاد الحيوي الأشد فعّالية ومأمونية في علاج العدوى المحددة التي أُصيبت بها.


وتوضح "ينبغي اختيار المضادات الحيوية المستعملة في الحيوانات من بين تلك التي أدرجتها المنظمة على قائمة المضادات الحيوية "الأقل أهمية" بالنسبة إلى صحة الإنسان، لا تلك التي صُنّفت "بالغة الأهمية وذات أولوية قصوى". فهذه المضادات الحيوية عادة ما تشكل الخط الأخير للعلاج، أو أحد العلاجات القليلة المتاحة لعلاج حالات العدوى الجرثومية الخطيرة في الإنسان".

ويقول الدكتور كازواكي ميياغيشيما، مدير إدارة سلامة الأغذية والأمراض الحيوانية في المنظمة: "أثبتت البيّنات العلمية أن فرط استعمال المضادات الحيوية في الحيوان يمكن أن يسهم في ظهور مقاومة المضادات الحيوية. ويستمر حجم المضادات الحيوية المستعملة في الحيوانات في الزيادة في شتى أنحاء العالم، مدفوعاً بالطلب المتنامي على الأغذية الحيوانية المصدر، التي عادة ما تُنتج عن طريق التربية الكثيفة للحيوانات".

وقد اتخذ العديد من البلدان إجراءات بالفعل للحد من استعمال المضادات الحيوية في الحيوانات المنتجة للغذاء. ومثال على ذلك، أن الاتحاد الأوروبي حظر منذ عام 2006 استعمال المضادات الحيوية في تعزيز النمو. كما يقف المستهلكون وراء دفع الطلب على اللحوم التي تُربّى بدون الاستعمال الروتيني للمضادات الحيوية، واعتمدت بعض السلاسل الغذائية الكبرى سياسة "الخلو من المضادات الحيوية" في إمدادات اللحوم التي تستخدمها.

وتشمل الخيارات البديلة لاستعمال المضادات الحيوية في الوقاية من المرض، تحسين النظافة الصحية، وتعزيز استعمال التطعيم، وتغيير الممارسات الخاصة بإيواء الحيوانات وتربيتها.

(العربي الجديد)

 

 

دلالات