"الصحة العالمية": أسئلة الفن وكوفيد-19

24 يوليو 2020
لوحة جدارية في باريس لفنان الشارع أرديف، تصوير: غونزالو فوينتيس
+ الخط -

مع بداية أزمة كوفيد-19، لم يكن يُتوقع أن تطول مدة الإغلاق العالمي كل هذه الشهور، حيث ظن كثيرون أنها مسألة أسابيع وينتصر العالم على الفيروس، فتأجلت معظم الفعاليات الثقافية لفترات قصيرة ليتبين مع مرور الوقت واستمرار الأزمة ألّا شيء سيعود على طبيعته قبل نهاية العام الحالي على الأقل. 

وجدت المؤسسات الثقافية وفعالياتها نفسها أمام حالة من الجمود، والخسارة المادية والمعنوية، من هنا بادرت "أكاديمية المهرجان"، وهي هيئة ثقافية مقرها بروكسل تضم 719 مهرجان من أكثر من مئة دولة في العالم، إلى تنظيم عدة فعاليات افتراضية. كما ظهرت مجموعات افتراضية عالمية فاعلة في سياق التشبيك بين الفنانين ودعمهم ومنها مجموعة "كرييت 203".

وفي هذا الإطار، تنظم الأكاديمية و"كرييت 203" بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية برنامجاً ثقافياً افتراضياً يضم فعاليات تعقد يومياً ما بين 26 و31 من الشهر الجاري على منصات المنظمة والأكاديمية في وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة. 

موضوع الفعاليات يرتبط مباشرة بالفن والفنانين والاستجابة لأزمة كوفيد-19 من خلال إنتاج الأعمال الفنية، ويتناول دور الفن والثقافة في تبديد الأساطير حول الفيروس، وتكوين سردية عالمية تبنى على حقائق حول هذه الأزمة في كل مكان، حيث يفتتح البرنامج بـ"معرض الفنون الافتراضية" وفيه تتحدث مجموعة من القيمين عن طرق دعم الفنانين خلال هذه الفترة الصعبة.

ندوة تناقش كيف يمكن أن يكون الفن وسيلة للشفاء من القلق والاكتئاب

يتضمن برنامج الفعاليات، محاضرة مساء الإثنين ، 27 من الشهر الجاري، حول الصحة النفسية وكوفيد-19 وكيف يمكن أن يكون الفن وسيلة للشفاء لأولئك الذين يعانون من القلق والاكتئاب نتيجة لما يحدث في العالم. ويخصص البرنامج الثلاثاء المقبل للقراءات الشعرية، بمشاركة شعراء شباب من مختلف أنحاء العالم.

ويتيح برنامج الأربعاء لفناني هيب هوب وغرافيتي ورقص ودي جي وأشكال فنية أخرى، لتناول تجاربهم وتقديم شهاداتهم حول الأشهر الماضية، وكيف يستخدمون فنونهم لمساعدة مجتمعاتهم على مواجهة الأوبئة والظلم العرقي، حيث يشارك فنانون من الولايات المتحدة وشرق أفريقيا والشرق الأوسط. 

أما ندوة الخميس، 30 من الشهر الجاري، فتخصص لمناقشة الفن والسياسة وفيروس كورونا، وتناقش تقرير منظمة الصحة العالمية المعنون "ما هو الدليل على دور الفنون في تحسين الصحة والرفاهية؟"، حيث يبحث المشاركون من خبراء سياسات الأمم المتحدة ومسؤولين حكوميين في قطاع الثقافة والفنون من بلدان مختلفة دور الفنون في تحسين الصحة والرفاه، مع التركيز بشكل خاص على الإقليم الأوروبي.

ختام البرنامج الجمعة المقبل، سيكون بعنوان "التطلع إلى الأمام: محورية الفن في زمن كوفيد-19"، وفيه تجري مناقشة تدوير الإنتاج الفني وعرضه في بيئة الإنترنت، حيث يقدم فنانون وقيمون ومسوؤلون في متاحف ومؤسسات ثقافية شهادات حول تجارب الأشهر الماضية. 

يقدم فنانون وقيمون ومسؤولون في متاحف ومؤسسات ثقافية شهادات حول تجارب الأشهر الماضية

يذكر أن أول مؤتمر عقدته "أكاديمية المهرجان" خلال جائحة كورونا كان بعنون "إعادة تصور عالم ما بعد كوفيد-19" والذي انتظم في نهاية آذار/ مارس الماضي.

كما عُقد مهرجان افتراضي لعدد من الفرق الموسيقية العربية التي أنجزت أعمالاً فنية خلال الأشهر القليلة الماضية وشارك فيه "مسار إجباري"، و"حواس"، و"مشوار"، و"إيجبادو، و"روكام" وغيرها من الفرق والتجارب المستقلة. 

كذلك نظمت الأكاديمية "مهرجان التباعد الاجتماعي"، و"فنانون في الكرنتينا"، و"المهرجان الدولي للمسرح الجامعي"، و"غيفت للفنون الرقمية"، و"مهرجان اللحظة الأخيرة" المخصص للفنون الدائية، إضافة إلى العديد من المهرجانات التي كانت تخاطب مناطق جغرافية بعينها مثل الدول الإسكندنافية أو جنوب أفريقيا أو بعض بلدان أميركا اللاتينية وغيرها. 

 

الأرشيف
التحديثات الحية
المساهمون