لعل المسرح الفلسطيني أخذ يتفطّن إلى أنه يمكنه الاعتماد على مدوّنة أدبية فرضت صوتها ضمن المشهد العربي. أعمال غسان كنفاني (1936 - 1972) نموذج لهذه المدوّنة التي وصل صوتها، فإذا كانت كتاباته الروائية قد اتجّهت صوب السينما فإن أعماله القصصية قد تكون قابلة للصياغة المسرحية وهو ما أنجزه "المسرح الوطني الفلسطيني" بالتعاون مع "مسرح سنابل" و"مسرح القافلة"، حيث تعرض الليلة مسرحية "الشقيق" المقتبسة من قصة "ورقة من الطيرة" في "مسرح الحكواتي" في القدس المحتلة.
ظهرت هذه القصة ضمن مجموعة "أرض البرتقال الحزين" التي صدرت في 1962، وهي الجزء الثاني من ثلاثية قصصية بعنوان "ثلاث أوراق من فلسطين". ترسم القصة وعي الجيل الذي عاش النكبة وخاض المعارك ضد المحتلّين، حيث يضيء على الأخطاء القيادية التي حفلت بها تلك الحرب، والتي تعبّر عليها هذه الجملة المعروفة "كانوا يحسبون أن هؤلاء الجنود ضرب طريف من الأسلحة تحتاج إلى حشو. صاروا يحشونها بالأوامر المتناقضة".
شخصية الشقيق هي شخصية إبراهيم بوديّة الذي يعتبره النص أحد "القادة المخلصين. ولكن ماذا يستطيع الواحد منهم؟ ماذا يســتطيع أن يفعل ملاك سقط فجأة إلى جهنم وعلقت جناحاه في براثن الشــياطين؟". المسرحية التي تقدّم اليوم من إخراج عماد متولي وأداء أحمد سلعوم وعامر خليل وفاطمة أبو عالول.
اقرأ أيضاً: لينا أبيض: مسرح مفاتيحه العنف والذاكرة والمرأة