"السيلفي" لإظهار الهيمنة أو الخضوع

19 يوليو 2017
سيلفي للهيمنة (أنطوني والاس/ فرانس برس)
+ الخط -

بعدما عقد الرئيس الأميركي جورج بوش مؤتمراً صحافياً مشتركاً مع نظيره المكسيكي فيسينتي فوكس كيسادا في عام 2005، تداول البعض أخباراً مفادها أنّ بوش وقف على كرسي ليبدو أطول من نظيره المكسيكي. وفي الصور التي كان فيها الرجلان يقفان على منبر، لم يظهر أي اختلاف في الطول بينهما. لكن في صور أخرى، بدا بوش أقصر قامة من كيسادا.

لا بدّ من الإشارة إلى أنّ الحيوانات أيضاً تستفيد من حجمها للتعبير عن الهيمنة. ويمكن ملاحظة ذلك حتى في سلوك كلبك، إذا ما كنت تملك واحداً، حين يحاول إخافة قطّ على سبيل المثال. وحين تأتي إلى المنزل، ينحني لك، فأنت صاحبه وزعيمه.

وكما الحيوانات، يربط البشر بين الحجم والهيمنة. وفي الوقت الحالي، يسعى الناس إلى التأثير على الآخرين من خلال تغيير أحجامهم الحقيقية. وليس أفضل من صور "السيلفي" للحصول على النتائج المرجوة.

إذا ما حملت الكاميرا بشكل مباشر، ستكون صورة "السيلفي" دقيقة بعض الشيء. لكن ماذا لو كانت الكاميرا على مستوى أعلى من الوجه أو أدنى منه؟ حين تأخذ "السيلفي" من الأعلى، يظهر الوجه والعيون أكبر، لذلك تبدو أقصر وأصغر سنّاً. لكنّ في حال صوّرت نفسك من الأسفل، ستبدو أطول وأكثر هيمنة.

في هذا السياق، درست المتخصّصة في علم النفس في جامعة ولاية فلوريدا، أناستازيا ماخانوفا، وعدد من زملائها، فرضية أن الناس سيتلاعبون بزاوية الكاميرا خلال تصوير أنفسهم صور "سيلفي"، ضمن استراتيجيّة الانطباع والإدارة. وترتبط هذه الفكرة بنظريّة التطور.

ووضع الباحثون أربع فرضيات؛ الأولى أنّ الرجال سيأخذون "سيلفي" من خلال وضع الكاميرا أسفل الوجه، في حال كان الجمهور رجالاً، لإظهار الهيمنة. والثانية أنّهم سيضعون الكاميرا بشكل مباشر إذا كان جمهورهم من النساء، بهدف إظهار الدعم. أمّا النساء، فسيأخذن "السيلفي" من خلال وضع الكاميرا أعلى الوجه، إذا كان جمهورهن من الرجال، بهدف إظهار الاستسلام والاستكانة، فيما سيأخذن صورة "السيلفي" من خلال وضع الكاميرا بشكل مباشر في حال كان الجمهور نساء، لإظهار الدعم. وظهرت النتائج كما الفرضيات.

لذلك، فإن الناس غالباً ما يختارون زاوية "السيلفي" لخلق انطباع من الهيمنة أو العكس. لكن هل يتأثر الآخرون بزاوية الكاميرا المختارة؟ مرّة أخرى، أظهرت النتائج أنّ الناس يتلاعبون حقاً بطولهم من خلال الصور لإظهار الهيمنة أو العكس، وهو ما يتأثّر به المتلقون. ورغم أفكارنا الحديثة المتعلّقة بالمساواة بين الجنسين، إلّا أنّ الجاذبيّة والمنافسة بين الجنسين ما زالت موجودة في أعماقنا.

(العربي الجديد)