"السيطرات الوهمية" هاجس مرعب يؤرّق العراقيين من جديد

25 ابريل 2017
تحميل الحكومة مسؤولية الخلل الأمني (أحمد الربيعي/فرانس برس)
+ الخط -



لم تغب عن ذاكرة العراقيين بعد "السيطرات الوهمية" التي كانت تعترض الطرق في بغداد وعدد من المحافظات، والتي غيّبت الآلاف من الأبرياء منذ سنين طويلة، ولم يعرف مصير أعداد كبيرة منهم حتى اليوم، حتى بدأت تعود من جديد لتعيد معها الرعب والخوف، بينما يحمّل مسؤولون الحكومة مسؤولية هذا الخلل الأمني، بسبب عدم محاسبتها المليشيات التي تجول بسيّارات الدولة والزي العسكري.

وساعد الدعم الحكومي لمليشيات "الحشد الشعبي"، والسماح لها باستخدام السيارات العسكرية والزي العسكري، في تنفيذها جرائم الخطف من خلال حواجز وهمية تنصبها في الشوارع، بحجة البحث عن مطلوبين، تعرف محليا باسم "السيطرات"، بينما لا تستطيع أي قوة عسكرية رسمية اعتراض طريقها.

وفي السياق، قال عضو في لجنة الأمن البرلمانية، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إنّ "مليشيات "الحشد الشعبي" ما زالت تتواجد في محافظة الأنبار، على الرغم من أنّها لا تنفّذ أي عمليات عسكرية، لكنها تحتفظ بموطئ قدم فيها، ومن خلاله تستطيع أن تتحرّك لتنفيذ أجندتها المشبوهة"، مضيفا: "أمس، وبعد الخرق الأمني الذي تسبب بمقتل عدد من الجنود العراقيين قرب الرطبة، استغلّت هذه المليشيات الفرصة لتنتشر في طريق الكيلو 160 – طريبيل بالمحافظة".

وأوضح المتحدث ذاته أنّ "هذه المليشيات نصبت عددا من السيطرات غير المرخصة، والتي تعدّ سيطرات وهمية، وتشكل خطرا كبيرا على تلك المناطق وأهلها"، مبينا أنّ "المشكلة تكمن في أنّ لا أحد يستطيع منع تلك المليشيات من تلك السيطرات الوهمية، لأنّها تعتبر نفسها مؤسسة رسمية مرتبطة مباشرة برئيس الحكومة، ووفقا لذلك فلا توجد جهة تستطيع محاسبتها".
وأشار إلى أنّ "المعلومات الواردة للجنة تؤكد أنّ عمليات الخطف التي تنفّذ بمحافظات ديالى وصلاح الدين وشمالي بابل كلّها من خلال سيطرات وهمية تنصبها المليشيات في الشوارع والتقاطعات".
ولم تقتصر تلك السيطرات الوهمية على المحافظات، بل شملت حتى العاصمة بغداد، وما حصل في بلدة الطارمية من أعمال خطف طاولت العشرات من أبنائها، خلال الفترة الماضية، نفذت أغلبها بسيطرات وهمية.
وأكد الشيخ خالد المشهداني، وهو أحد شيوخ البلدة، أنّ "المشكلة أنّ تلك السيطرات، التي يرتدي عناصرها الزي العسكري، لا أحد يستطيع محاسبتها، إذ تتعامل وكأنّها حامية للقانون".
وأضاف المشهداني، خلال حديثه مع "العربي الجديد"، أنّ "السيطرات جعلت الأهالي يعيشون في حالة رعب وخوف، وحولت البلدة إلى بلدة أشباح في كل يوم مع حلول الظلام، فالجميع يغلقون أبوابهم ويبقون داخل بيوتهم".
إلى ذلك، حمّل عضو المجلس المحلي لبلدة المقدادية في ديالى، عمر الجبوري، الحكومة "مسؤولية عودة السيطرات الوهمية، بسبب دعمها لمليشيات "الحشد"، مع علمها بأنّها مليشيات منفلتة".
وقال الجبوري، لـ"العربي الجديد" إنّ "المستغرب أنّ الحكومة تعلم بأعمال الخطف التي نفذتها مليشيات "الحشد" بكافة المحافظات، ومع ذلك ما زالت توفر لها الدعم وتعتبرها قوة تابعة للدولة"، مبينا أنّ "هذا الدعم جعل من السيطرات الوهمية محمية من الدولة".
يشار إلى أنّ الانفلات الأمني الذي عاشه العراق، والذي بلغ ذروته عامي 2006/2007، تسبب بخطف آلاف العراقيين من خلال سيطرات وهمية كانت تنصبها المليشيات في شوارع المحافظات العراقية.






المساهمون