"السيجة".. ترفيه الفقراء في الصعيد

25 نوفمبر 2015
(Getty)
+ الخط -
في زمن ما قبل العصر الإلكتروني. كانت الأدوات البيئيّة البسيطة هي الأدوات المتاحة في مجتمع فقير، وكان لابد من الترفيه، والتفنّن في صناعته.


لعبة" السيجة" واحدة من أشهر الألعاب التي يعرفها الأجداد في البلاد العربية، يُقال بأنّها لعبة فرعونية. ويحتاج اللعب فيها إلى مجموعتين من قطع اللعب، كالحصى (يشترط حصرًا أن يكون ناعمًا) أو الخشب أو الحجارة. كلّ مجموعة تحمل سمات متشابهة شكلاً أو لوناً تميزها عن المجموعة الأخرى. رقعة المباراة يتم تخطيطها بسهولة على الأرض الترابية بواسطة عود خشبي.


وتتعدَّد أنماط السيجة، وفقًا لمستويات اللاعبين، فمنها البسيطة التي يلعبها الجميع كبارًا وصغارًا، ومنها المعقّدة التي يمارسها المحترفون، ومنها المتوسطة.


في السيجة الصغيرة أو العادية يكون لكلّ لاعبٍ ثلاث قطع، ويتم رسم مربع بداخله تسع خانات، تبدأ اللعبة وأمام كل لاعب القطع الثلاث الخاصة به، بينما تكون الخانات الثلاث المتبقّية فارغة. يبدأ أحد اللاعبين بتحريك قطعة في الخانات الفارغة، فإذا استطاع أن يكوِّن صفاً واحداً من قطعه الخاصة بوضع رأسي أو أفقي أو قطري، يكون فائزًا بنقطة واحدة. ثم يعيدون الكرّة لتسجيل عدد من النقاط المتّفق عليها للفوز بالمباراة.


وهناك نوع من السيجة يطلق عليه اسم "الكلابة" وفيها يكون لكل لاعب 12 حجراً، يحملها بعيداً عن الرقعة، ثم يقوم كل لاعب باختيار خانة، وعندما ينتهي اللاعبان من وضع جميع القطع تبدأ فاعليات اللعبة. وفي هذه اللعبة خانة محرمة لا يجوز وضع أي قطعة بها. يحرك كل لاعب قطعة واحدة، فإذا استطاع حصار قطعة لمنافسه عن طريق قطعتين له، يحصل على مكانها ويطرحها خارج الرقعة، وينتهي الدور عندما يحصل اللاعب على آخر قطعة لخصمه.


وتعتمد جميع أنواع السيجة على ذكاء اللاعب وقوة ملاحظته وحدة تركيزه، إذ تنتهي بعض المباريات في دقائق معدودة، بينما تطول بعض المباريات جداً إذا كان المتنافسان على مستوى متقارب من الخبرة والمهارة. ولا تزال بقايا الاهتمام بهذه اللعبة محصوراً في نجوع الصعيد وبعض القرى. وهذه اللعبة لم ترحمها التكنولوجيا الحديثة حيث اقتبسَت منها مجموعة تطبيقات إلكترونية.

أقرأ أيضاً :صندوق الدنيا.. سينما الأجداد الساحرة
دلالات
المساهمون