"رُبّ ضارةٍ نافعة" هذا هو لسان حال قيادات "الإخوان المسلمين" الذين تدخلوا لحل أزمة القيادة داخل الجماعة، والتي كانت مشتعلة بين جبهة القيادات التاريخية التي يقودها نائب المرشد محمود عزت، والقيادة الجديدة التي تم انتخاباها في فبراير/شباط 2014.
في الوقت الذي تصاعدت فيه حِدّة الأزمة، وزاد فيه التراشق بين الجانبين بالبيانات نهاية الأسبوع قبل الماضي، جاء اعتقال أعضاء مكتب الإرشاد المحسوبين على جبهة القيادة التاريخية محمود غزلان وعبد الرحمن البر وعبد العظيم الشرقاوي، ليستنهض داخل صفوف الجماعة قيمَها المتمثلة بالتوحد والاصطفاف في أوقات المحن، بحسب قيادي إخواني بتركيا.
وقال قيادي إخواني بارز في حديث خاص لـ"العربي الجديد"، إنّ "اعتقال قيادات جبهة عزت في هذا التوقيت، كان الهدف منه دفع الشباب لمزيدٍ من العنف، وإصابتهم بحالةٍ من اليأس من السلمية لتفجير الوضع أكثر داخل الجماعة، إلا أن الأمر سار في عكس ما أراده مدبّرو تلك الوقائع"، مضيفًا "شباب الإخوان سرعان ما أدركوا حجم المؤامرة، كما أن شيوخ الجماعة أيضاً استشعروا المسؤولية، لافتاً إلى أنه تم التوصل إلى استمرار القيادة الجديدة التي تولت إدارة الجماعة، وتحمّلت ذلك العبء لحين تجاوز تلك الأزمة".
وحول الأزمة التي ثارت بشأن منهج الجماعة المتّبع في مواجهة الانقلاب العسكري، والخلاف بشأن السلمية المطلقة التي دعا إليها "غزلان" في مقالٍ له، والمنهج الثوري الذي تتبنّاه القيادة الجديدة، ويبيّنها بيان نداء الكنانة الموقع من 150 عالم دين، أوضح القيادي بالجماعة أنه تم الانتهاء إلى إقرار منهج "المقاومة المنضبطة بالقواعد الشرعية، والتي تعظّم من حُرمة الدماء البريئة، مع الحق في الدفاع عن النفس ودفع الضرر".
وأغلقت اجتماعات إسطنبول، لحل الأزمة الداخلية في الإخوان، البابَ أمام الحديث عن أي مبادرات للمصالحة في مصر بين الثوار و النظام المصري، لا تتبنّى استبعاد الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي من المشهد، والقصاص لدماء الشهداء لكل من تلوثت أيديهم بدماء الأبرياء، حتى لو جاءت هذه المبادرات من دول داعمة لرافض الانقلاب، بحسب القيادي الإخواني.
وخرج المجتمعون بعددٍ من التوصيات لأطراف أزمة القيادة، من بينها إلزام الأمين العام لمكتب الإرشاد القديم للجماعة، محمود حسين، بعدم إصدار أي بيانات موقّعة باسمه وصفته، مع تأكيد أن موقف الجماعة الرسمي تعبّر عنه صفحتها الرسمية، وصفحة المتحدث الإعلامي التي يديرها محمد منتصر، عضو لجنة إدارة الأزمة، مع اعتبار حسين مستشاراً للمكتب الإداري للإخوان بالخارج.
اقرأ أيضاً: "السلمية والعنف" يفجران أزمة "شرعية" بين قيادتين لإخوان مصر