عند الحديث عن مصطلح "الموسيقى الصوفية" لا بد أن يوضع في الاعتبار، أنه مصطلح يحمل وجهات نظر مختلفة حول هذه الموسيقى على صعيد كلماتها وآلاتها وأساليب غنائها بل وجغرافيتها.
لا بد للمرء أن يأخذ بعين الاعتبار الاختلاف بالنظر إلى أن الصوفية ممارسات طقوسية انبثقت عنها أشكال موسيقية مختلفة من الشرق الأقصى وصولاً إلى أقصى المغرب العربي، فكيف نقرأ ظواهر وفرق الموسيقى الصوفية المعاصرة اليوم ضمن هذا السياق أو خارجه، إذ تبدو الفرق الحديثة متأثرة بالنوع الموسيقي من دون أن تكون معبّرة بالضرورة عن أصوله.
ربما تصلح المهرجانات والتظاهرات التي تتوجّه إلى هذا النوع، كأرضية لقراءة ظاهرة الموسيقى الصوفية اليوم، حيث يتسع نطاق الفرق المشاركة لأشكال متعدّدة ما يسمح بتكوين رؤية أكثر شمولاً لما ينتج سوق هذا النوع من المولوية إلى القوالي وحتى المدائح وفرق الإنشاد.
من التظاهرات التي تلتفت إلى هذه الموسيقى "المهرجان الدولي للسماع الصوفي" الذي ينطلق اليوم الأحد في مدينة سطيف الجزائرية، ويتواصل حتى الأربعاء المقبل، حيث تقام الأمسيات في "دار الثقافة هواري بومدين".
هذه هي الدورة السابعة من المهرجان، والتي تشارك فيها اثنتا عشرة فرقة من خمسة بلدان، هي تونس والمغرب وسورية والسنغال إضافة إلى الجزائر.
الافتتاح سيكون مع المنشد عمر نيان، من السنغال، البلد الذي يكشف مشهده الموسيقي عن تجذّر الموسيقى الصوفية وتعدّد أشكالها، يشارك أيضاً في الأمسية الافتتاحية فرقة "أشواق" الجزائرية من بشار و"درب الهوى" من سطيف.
أما حفلات اليوم الثاني فيفتتحها المنشد التونسي يوسف الصفراوي وفرقتا "إشراق بونة" من عنابة و"اسكتا" من تامنراست.
في حين يقف المنشد المغربي محمد الزمراني في اليوم الثالث من التظاهرة، يشاركه فرقتي "أنغام الزيبان" من بسكرة و "إيرنيون" من غرداية.
الختام سيكون مع حفل للمنشد السوري أحمد سليمان مدغمش، وفرقة "الريحان" من سطيف، إلى جانب مشاركة المنشد عبد الجليل أخروف من قسنطينة.
إلى جانب الحفلات يقيم المهرجان معرضاً تشكيلياً على هامش المهرجان يشارك فيه الفنانون عبد الحفيظ قادري وعبد الوهاب خنينف من سطيف ومحمد كرور من سيدي بلعباس.
من جانب آخر، يخصّص "الدولي للسماع الصوفي" جانباً منه لبحث بعنوان "دور الاستشراق في معالجة التصوف الإسلامي" و"إسهامات عبد الواحد يحيى في التعريف بالتصوف الإسلامي لغير المسلمين" في ندوة يشارك فيها نبيل غندوسي وياسين بن عبيد من "جامعة سطيف".
كما تقام محاضرة أخرى لسفيان زدادقة تحت عنوان "السماع في عالم التصوف: السماع والموسيقى، قراءة في المصطلح والتشغيل لدى المتصوفة".