مع تزايد النتاجات الدرامية في العالم العربي خلال العقود الأخيرة، تظلّ ندرة النصوص الجيدة هي المشكلة الأساسية التي تقف أمام تطوّر المسرح والسينما والتلفزيون، خصوصاً مع التطور الكبير على المستويين التقني والفني وتوظيف أفضل التجهيزات والتكنولوجيا في التصوير والمونتاج.
تسعى وزارة الثقافة والرياضة القطرية إلى تطوير هذا القطاع، مع الإعلان عن "جائزة الدوحة للكتابة الدرامية" في مؤتمر صحافي يعقد بعد غد الأربعاء على خشبة "مسرح قطر الوطني".
وكان وزير الثقافة والرياضة القطري، صلاح بن غانم العلي، كشف عن إطلاق جائزة لكتابة الدراما في ختام "ملتقى كتاب الدراما" الذي نظّمته الوزارة في تشرين الأول/ أكتوبر من العام الماضي، وأنها ستكون سنوية ومتاحة للكتّاب القطريين والعرب.
تشمل الجائزة ثلاثة فروع هي: النص المسرحي والسيناريو التلفزيوني والسيناريو السينمائي، وتبلغ قيمة الجائزة 300 ألف دولار موزّعة بالتساوي على الفروع الثلاثة.
وتأتي الجائزة استجابة لتوصيات خمسين كاتباً عربياً في مجال النصوص الدرامية شاركوا في "ملتقى كُتّاب الدراما" الذي احتضنته الدوحة، وقد أوصى المشاركون فيه بتحويله إلى ملتقى سنوي يشمل مجالات الدراما المتنوعة من مسرح وتلفزيون وسينما وإذاعة.
ويهدف الملتقى إلى "المساهمة في الارتقاء بالكتابة الدرامية العربية وجعلها من أفضل الوسائل الفنية العربية، تعبيراً عن قضايا المجتمع ورفع ذائقته الجمالية ووعيه المجتمعي، حتى لا تكون الكتابة الدرامية أداة لتغريب المجتمع وإلهائه عن قضاياه المصيرية، بل أداة لتحفيز قواه نحو التقدم والخير والعطاء والإيمان بالقيم الإنسانية المشتركة"، بحسب بيان المنظّمين.
وأجمع المشاركون فيه على أن "وجود دراما مرئية قوية لا يمكن تصوّره دون وجود كتابة درامية عميقة للمجتمع من شأنها وضع موجهات فكرية ووجدانية لدى الأفراد حتى ينهضوا بمجتمعهم نحو التقدم المطلوب الذي تتحقق فيه نقلة واسعة في مختلف مجالات الحياة".