ينظّم الديوان الوطني للصناعات التقليدية، تحت إشراف وزارة السياحة والصناعات التقليدية، الدورة الـ18 لمسابقة "الخمسة الذهبية"، التي ستفتح أبوابها أمام الحرفيين والمبدعين وخريجي مدارس الموضة والتصميم، بقصد تطوير اللباس النسائي والرجالي، استلهاماً من التراث التونسي، على غرار "الجبة" و"القفطان".
وفي تصريح لـ"العربي الجديد"، أفادت المديرة العامة للديوان الوطني للصناعات التقليدية، أسماء مذيوب، بأن هدف المسابقة هو تطوير اللباس التقليدي، وتدعيم حضوره لدى التونسيين، خاصة فئة الشباب، معتبرة أن التراث الملبوس يرسخ الهوية التونسية، من خلال الابتكار والتطوير لملاءمة روح العصر.
وأضافت مذيوب، أن ديوان السياحة والصناعات التقليدية يحرص على إشراك المهنيين وأصحاب الخبرة وأهل الاختصاص خلال هذه المسابقة، مؤكدة أنها فرصة هامة لمصممي الأزياء التونسيين، للتعريف بمنتوجاتهم في الداخل والخارج، وتحقيق مزيد من الانتشار والشهرة.
وسجل الديوان مشاركة نحو مائة مبتكر، انتقت لجنة التحكيم من ضمنهم 32 مشاركاً، قدموا حوالي 35 نموذجاً. وسترصد جوائز مالية للمتفوقين "الذين سيساهمون في تحقيق المزاوجة بين الأصالة وروح المعاصرة، في النماذج والابتكارات، التي ستكون محور مسابقة الفوز بالخمسة الذهبية"، بحسب ما أكده المصمم وعضو لجنة التحكيم، وسام بن عمر.
ومن جهة أخرى، أكد بن عمر أن "المشرفين على هذه الدورة حاولوا إشراك كل الجهات التونسية من الشمال إلى الجنوب، لما تتميز به عديد المناطق من ثراء وتنوع في اللباس التقليدي، مما جعلنا أكثر قرباً من الحرفيين".
وبخصوص معايير المسابقة، أكد وسام بن عمر "أن لجنة التحكيم سترفض كل ما هو مستورد في هذه المسابقة"، موضحاً أنهم اشترطوا استعمال مواد أولية تونسية، خاصة في التطريز، ومضيفاً أن "كل الابتكارات في المسابقة يجب أن تكون مستوحاة من اللباس التقليدي التونسي".
وبالنسبة للباس اليومي، قال بن عمر: "إن لجنة تحكيم الخمسة الذهبية اشترطت، أيضاً، أن تكون التكلفة معقولة، حتى تكون في مستوى جيب المواطن التونسي"، مؤكداً في السياق ذاته "أن الهدف من ذلك هو الترويج للباس التقليدي اليومي".
وستُعرض أزياء "الخمسة الذهبية" يوم الجمعة 20 مايو/أيار 2016، في مقر الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية، لتقديم مجموعات الأزياء التي تم انتقاؤها.
وتعتبر "الخمسة الذهبية" تظاهرة فريدة في تونس، وتعود إلى سنة 1996، إذ عُقدت من قبل الديوان الوطني للصناعات التقليدية. ورغم التفاعل الخفيف في البداية، حيث اقتصرت على بعض التجارب، إلا أنها اليوم تحتل أبرز وأهم التظاهرات الوطنية التي يحرص كل المختصّين في مجال الموضة والابتكار على مواكبتها والمشاركة فيها.