"الخط في العمارة الإسلامية": أبنية تنطق

02 مارس 2019
من الشريط الكتابي في قبة الصخرة
+ الخط -
"توظيف الخط العربي في العمارة الإسلامية"، موضوع المحاضرة التي تنظمها جمعية المعماريين الأردنيين في عمان عند السادسة من مساء اليوم ويلقيها الأكاديمي والفنان نصار منصور.

يقول أستاذ فن الخط العربي والمخطوطات في "جامعة العلوم الإسلامية"، إن المحاضرة تلقي نظرة عامة على توظيف الخط العربي في العمائر الاسلامية، وأهم الخطوط المستعملة، وأهمية فن الخط العربي عند المسلمين، ولماذا يعتبر فن الخط أهم الفنون في الحضارة الإسلامية.

ويوضح في حديث إلى "العربي الجديد" أن "الإسلام حين جاء كان نفر قليل من أهل مكة يعرفون القراءة والكتابة. المصادر القديمة تذكر عددهم حوالي عشرين شخصاً من الرجال والنساء ممن كان يحسن القراءة والكتابة. وفي بداية الإسلام عرف المسلمون الكتابة، لكن شكل الحروف كان بسيطاً وغير متقن".

لكن، وفي مدة قصيرة، بحسب منصور، أصبحت الكتابة فناً ينفّذ بكل عناية على العمائر الإسلامية الأولى ويوظف في مختلف الحاجات والأغراض وينفذ على مختلف الأسطح والمواد".نصار منصور، مقطع من ملصق المحاضرة

يسشهد المحاضر بصاحب كتاب "الفهرست" وقوله "أول من كتب المصاحف في الصدر الأول ويوصف بحسن الخط خالد بن أبي الهياج رأيت مصحفاً بخطه وكان سعد نصبه لكتب المصاحف والشعر والأخبار للوليد بن عبد الملك وهو الذي كتب الكتاب الذي في قبلة مسجد النبي صلى الله عليه وسلم بالذهب من {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا} إلى آخر القرآن".

يوضّح منصور: "للأسف، هذا الأثر الذي تكلم عنه ابن النديم غير موجود، لكن لدينا ما هو مقارب له زمنياً، كما أنه شكله قريب مما وصفه ابن النديم"، ويعرض المحاضِر إلى الأشرطة الكتابية الموجودة في داخل مسجد قبة الصخرة في القدس من زمن عبد الملك بن مروان.

هذه الأشرطة تمثل نموذجاً واضحاً للتوظيف المبكر لفن الخط العربي في العمارة الإسلامية. فقد نفذت هذه الأشرطة بالفيسفساء المذهبة على أرضية زرقاء، يشرح منصور مضيفاً أنها "تخبرنا الكثير عن مدى نضج الشكل الفني للحروف العربية، ووصول الخط العربي إلى مستوى فني عال، وتوظيفه كعنصر زخرفي على العمائر".

يرى المحاضِر أن كل الحضارات على اختلافها وظفت الكتابة في المنشآت المعمارية، لكن "الحضارة الإسلامية وظفت الخط بصورة مذهلة وبكثافة في زخرفة العمائر الدينية والمدنية، وعلى الكثير من المصنوعات والمواد الثمينة مثل: العاج، الكريستال، والحرير، والعناصر المعمارية، وكل ما يمكن أن تقع عليه العين بصورة لم تجاريها حضارة سابقة أو معاصرة".

ويذهب إلى أنه "يمكننا القول إن العمارة الإسلامية التي تخلو من الخط هي عمارة صماء، لا تنطق"، منبهاً إلى ثلاثة أسباب جعلت المسلمين يولون فن الخط هذا الاهتمام الكبير: الإيمان، وبنية/طبيعة الحروف العربية، والمهارة.

يشير منصور إلى أن الكتابة تطورت سريعاً، وكان تطورها في المخطوطات أسرع منه على العمائر، بسبب اتساع الحاجة، وسهولة وسرعة الأداء، وكثرة الذين يكتبون بالحبر. فصار لدينا أنواع متعددة من الخطوط، لكن هذه الأنواع كانت بشكل عام، إما: يابسة/محققة/موزونة، أو مدورة/مطلقة/منسوبة. والنوع الذي استخدم على العمائر كان هو الخط اليابس، أو الموزون الذي يعرف بالخط الكوفي.

تناقش المحاضرة أيضاً النصوص التي استخدمت على العمائر: دينية ومدنية، ولماذا كانت تستخدم النقوش الكتابية، ومدى ملاءمة النصوص مع الوظيفة، وأنواع الخطوط ودلالاتها المختلفة، والأماكن التي استخدم فيها الخط في العمائر، والمواد/التقنيات، وتوظيف الخط على العناصر المعمارية الخشبية، والزجاج، والأبواب، وعلاقة الخط مع الزخارف النباتية والهندسية.

دلالات
المساهمون