"الحُصَري".. في أيّامه الأخيرة

01 يوليو 2015
يقتصر استعمالها على الرحلات (Getty)
+ الخط -
نادرة هي المساجد التي تَفرش اليوم بالحصير، بعدما حلّ السجاد محلّها، بسبب تراجع مهنة صناعة الحصير التي كانت من المهن الريفية المهمة في مصر.
حرفيون كثيرون تفنّنوا في صناعتهم المرهقة أمام بيوتهم، حيث كانوا ينصبون "النول" وحوله الأدوات والمكونات، يعملون طوال النهار. أما اليوم، فلا يطرق باب الحصري غيرُ عشاق التراث أو بائعيه من أجل الزينة والديكورات والمهرجانات الفنية والتراثية أو بيعها للسائحين.
اشتهرت هذه المهنة بصورة كبيرة في معظم البلاد العربية، لكنّها اختفت فجأة للسبب نفسه، غير أن آثارها لا تزال باقية في بعض البلاد في شمال أفريقيا، وشبه الجزيرة العربية. بعض القرى المصرية تخصصت في صناعة "الحصير"، حتى إن إحدى القرى المصرية تسمى "كفر الحصر"، وهي قرية من أعمال محافظة الشرقية.
يُصنـع الحصير عادة من "نبات السمار"، الذي ينمو في المناطق الرطبة بجوار الترع والأنهار والأودية والمستنقعات، غير أنه كان يزرع أيضاً بواسطة الجذور في بعض الأماكن في مصر، ومنه أربعة أنواع: عزبي، زِرْبَاوِي، بلدي، شرقاوي. ويوجد بكثرة في الدلتا بالفيوم والشرقية وفي الصعيد بسوهاج وأسيوط. ومن صفاته أنه يسهل تشكيله ومقاومته، وهو طويل قد يتجاوز المترين في بعض الأحيان، ويصنع من هذ النبات أيضا بعض المهن المتشابهة كالسلال وأطباق الخبز "المشنات"! كما يلجأ بعضهم إلى استخدام خوص النخيل، ولذلك سميت هذه المهنة قديماً في بعض البلاد "الخواصة".
تتشكل أدوات صناعة الحصير من "النول" وهو الأداة الرئيسية، والمِسَلَّة، والسكين، والشرشرة، والمتر، والآزان (للصباغة) ويمكن أن يستبدل الآزان بصفيحة أو إناء يمكن الغلي فيه.
إضافة لاستخداماته المعروفة في فرش الأرضيات بالبيوت والمساجد، يدخل الحصير في صناعة "الجبنة القريش"، كما يستخدم في نشر بعض المنتجات الغذائية الصعيدية للتجفيف مثل "الكشك" و"البلح" و"العنب"، وهناك من يهتم بتعليق تلك الحصر على الجدران باعتبارها لوحات فنية تراثية.

إقرأ أيضاً: المكنسة الناعمة: حكاية ساحرات سوريّات
المساهمون