"الحي اللاديني": مستقبل غامض في ديستوبيا

19 فبراير 2016
(من بروفات مشروع "القراءة المسرحية")
+ الخط -

لا يزال المسرح العربي على تعدّد تجاربه، ونضوج الكثير منها، يقف عند حدود الواقع، فلا ينظر بعيداً في المستقبل. إنها خطوة يقطعها عمل مسرحي ينتج هذه الأيام في مصر.

تتخيّل مسرحية "الحي اللاديني" ديستوبيا مستقبلية (مدينة فاسدة على العكس من يوتوبيا)؛ هي عبارة عن تجمّع عالمي للأحياء اللادينية التي نالت استقلالها عن البلاد الموجودة فيها من خلال سلسلة ثورات.

تتعرّض الدراما للحياة في الحي المصري من خلال شخصية محورية إصلاحية تدخل الحي من أجل إقناع أهله بعبثية نمط حياتهم. ينتمي نص المسرحية وفقاً لمؤلفه الكاتب المصري الشاب محمد سالم عبادة، إلى تيار ما بعد العبث.

تبنّى "المسرح القومي" العمل في إطار مبادرة "القراءة المسرحية" التي تهدف إلى التقريب بين كتّاب المسرح من الشباب ونظرائهم في الفرق التمثيلية من مخرجين وممثلين، وصنع بيئة تواصل تسهم في تنشيط الحراك المسرحي. حيث يتحمّس المخرج لنص من بين مجموعة نصوص متاحة. ويقرّر خوض تجربة إخراج القراءة على شكل محتمل من أشكال تجسيد النص.

مفهوم القراءة المسرحية يختلف عن العرض المسرحي التقليدي، فهو أقل رسمية كما أنه أقل كلفة. يقوم الممثلون بتشخيص أدوارهم من خلال الأداء الصوتي من الأوراق التي في أيديهم؛ حيث لا يشترط حفظ النص أو تلقينه، وإن كان لهم الحق في مزج القراءة بأداء حركي محدود دون الالتزام التام بالتقاليد المسرحية المتعارفة من ملابس وديكور ومكياج.

يعقب أداء المسرحية، نقاش مفتوح حوال النص والأداء، حيث تسهم المناقشات المصاحبة بإضاءة جوانب من الفكر الكامن وراء الدراما، فضلاً عن تفاعل الممثلين مع النص واستكشاف ما أضافه تأويل المخرج لبعض المشاهد، وتصرّفه في ما يسمى بإخراجات المسرح.

يرى عبادة أنّ هذا النوع من الأداء المسرحي تحت إشراف "المسرح القومي" مكسب لا بأس به، في ظل حالة العزلة واللاتماس التي يعيشها المشهد المسرحي في مصر، خصوصاً بين المؤلفين الشباب والفرق المشتغلة بالمسرح.

الفنان يوسف إسماعيل، مدير "المسرح القومي"، ذكر أن مسرحية "الحي اللاديني" هي ثمرة التعاون الأول بين المؤلف والمخرج عبد الرحمن عبد الظاهر، وأن المسرح القومي ومشروع "القراءة المسرحية" هو السبب في الجمع بينهما دون معرفة سابقة.

تشارك في العمل مجموعة من الممثلين الشباب، هم: إبراهيم علي وكريم خالد وعبدالله خالد وعمر حسين وكريم السعدني ومصطفى عبدالغفار ونور الدين خيري وأحمد إبراهيم ونيرمين إبراهيم وفاطيما العربي وماريان موريس وحبيبة جاد.


اقرأ أيضاً: المسرح المصري.. أضنيتني بالهجر

دلالات
المساهمون