تنتشر طقوس الحضرة في عدد من المدن التاريخية في المغرب كـ فاس ومكناس وشفشاون والتي تقام عادة في الزوايا الصوفية وحول أضرحة الأولياء، وتتضمن إلقاء أشعار البردة والموشحات والمدائح النبوية والبعض من الأزجال والأشعار المحلية ذات الطابع الديني التي تتبرّك بالصالحين.
ما يميّز "الحضرة" المغربية، أنها اشتهرت بأداء النساء لها من دون الرجال، في مجموعات "جوق" كبيرة العدد نسبياً، حيث يقدّمن مقطوعات تجمع بين الفصيح والعامي المغربي، وبين الأذكار والابتهالات التي تشتهر بها الطرق الصوفية، ومنها الدرقاوية والشقرونية.
وتؤدى غالباً في حلقة تتكون من إحدى عشرة امرأة، أو عدد فردي، تتوسطها إحداهن وهن يعتمرن اللباس التقليدي وإكسسواراته، ويعتمدن الإنشاد في جلسات تخلو من العزف على الآلات الموسيقية في غالب الأحيان.
تنطلق مساء بعد غد الخميس، التاسع من الشهر الجاري، فعاليات الدورة السادسة من "المهرجان الدولي للحضرة النسائية وموسيقى الحال" في مدينة الصويرة (جنوب الرباط) والتي تتواصل لمدة ثلاثة أيام، بتنظيم من وزارة الثقافة و"عمالة إقليم آسفي" و"المجلس الجماعي" في المدينة.
وتهدف التظاهرة إلى "إعادة الاعتبار للموسيقى التقليدية والنسائية في بعدها الدولي، وإبراز أهمية العقائد والتقاليد الصوفية، والتركيز على الفن والموروث الصوفي المغربي، وخصوصياتهما ومصدرهما المتجذران في التاريخ البشري"، بحسب بيان المنظّمين.
تقام الدورة الحالية تحت شعار "دور الشباب في المجال الصوفي في المغرب" والذي يجتمع حوله عدد من الباحثين والمتخصّصين في ندوة تحتضنها كلية الآداب والعلوم الإنسانية في "جامعة الحسن الثاني"، ويتحدّث خلالها محمد التهامي الحراق وجعفر الكنسوسي حول التراث الصوفي اليوم، ويديرها حسن حبيبي.
تتوزّع الفعاليات على عدّة فضاءات هي ساحة باب الدكالة وساحة مولاي الحسن و"متحف سيدي محمد بن عبد الله"، وتشارك في حفل الافتاح "الفرقة النسائية الفاسية للتراث"، و"الفرقة المولوبة المصرية"، و"فرقة بنات اللوز" من مدينة تافراوت المغربية.
كما تقام حفلات الإنشاد لكلّ من فرقة "بنات للا منانة" من العرائش، و"أنوار الدقاقي لوناسة الحمدوشية" من مكناس، و"الحضارات الصويريات" من الصويرة، و"جيران الغيوان" و"مجموعة تكادة" من الدار البيضاء، إلى جانب فرقة "نوال نوالي" من جزر القمر.