"الحشد الشعبي" تستولي على مقبرة تاريخية بديالى وتتقاتل بالبصرة

30 يونيو 2015
المليشيات استولت على أكبر مقبرة تاريخية في محافظة ديالى(Getty)
+ الخط -
حتى قبور الموتى، لم تسلم من بطش ونهب مليشيا "الحشد الشعبي"، التي استولت على أكبر مقبرة تاريخية في محافظة ديالى، شرقي العراق، وحولتها إلى ثكنة عسكرية، ومنعت السكان المحليين من زيارة قبور موتاهم.

وقال عضو مجلس أعيان ديالى، علي قاسم المقدادي، إن مليشيات معروفة في المحافظة استولت، مطلع العام الحالي، على مقبرة المقداد، في مدينة المقدادية شمال شرقي ديالى. مؤكدا، خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، أن المليشيات وضعت حاجزا أمنيا حول المقبرة، ومنعت الأهالي من الدفن فيها، كما منعت السكان المحليين من زيارة قبور موتاهم.

وأوضح المقدادي أن المقبرة التاريخية تحولت إلى ثكنة عسكرية، ومقر لاحتجاز المشتبه بهم من أبناء المدينة، مشيرا إلى تدمير المليشيات أكثر من 300 قبر، وتسويتها بالأرض، لتشييد مقر لـ"الحشد الشعبي" مكانها. وأضاف أن "المقبرة التي تضم مئات القبور تتعرض إلى هجمات شرسة تحاول تغيير معالم المدينة، والتلاعب بتاريخ تركيبتها الديموغرافية"، مؤكدا أن هذا التغيير الذي بدأ بشكل غير ملحوظ، بداية العام الحالي، ازداد بشكل كبير مع تولي محافظ جديد مدعوم من مليشيا "الحشد الشعبي" المسؤولية في ديالى.

ويعود تأسيس مقبرة المقداد إلى عام 826 هجرية، بعد أن دُفن فيها الشيخ المقداد بن الحسن الرفاعي، وأصبحت من المراقد والمزارات الهامة في المحافظة، ومنها جاءت تسمية بلدة المقدادية والتي تسمى شهربان، لطبيعتها الخلابة وبساتينها الجميلة، وتضخمت المقبرة بشكل كبير، خلال فترة العنف الطائفي في العراق عامي (2006 و2007) وعمليات القتل التي طالت المئات، وتم توسيعها العام الماضي، لتكون قادرة على استيعاب الجثث المجهولة، ضحايا المعارك بين القوات الأمنية و"الحشد الشعبي" من جهة، وتنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، من جهة أخرى.

من جهة أخرى، كشفت مليشيا "الشهيد الصدر الأول" عن عثورها على مقبرتين جماعيتين لجنود عراقيين، قرب منشأة المثنى، شمال بغداد، مؤكدة في بيان أن الجنود قتلوا غدرا على يد تنظيم "داعش".

وأوضح البيان أن العثور على الجثث تم بالتعاون مع عناصر الفرقة العاشرة في الجيش العراقي، مؤكدا الاتصال بوزارتي الصحة وحقوق الإنسان، لفتح المقبرتين للتعرف على هويات القتلى.

وفي شأن أمني آخر، اندلع حريق كبير في مجمّع القصور الرئاسية، في محافظة البصرة (590 كم جنوب بغداد)، بسبب مواجهات مسلحة بين عناصر في مليشيا "الحشد الشعبي" ينتمون لعشيرتين متنازعتين في المحافظة. وقال مصدر في شرطة البصرة لـ"العربي الجديد" إن الحريق وقع قرب مقر خلية الأزمة، داخل القصور التي بناها الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، بعد تبادل إطلاق النار بقاذفات الصواريخ، والأسلحة المتوسطة والخفيفة، مؤكدا أن قوات الجيش والشرطة لم تتمكن من إيقاف النزاع الذي اندلع الليلة الماضية، واستمر حتى صباح الثلاثاء.

اقرأ أيضا: تصاعد أحداث العنف يحصد أرواح عشرات المدنيين والمقاتلين بالعراق

المساهمون