المقال القصير الذي أثار جدلاً دفع عائلةَ وأصدقاء جاك ليتس إلى التعليق على ما وصفوه بـ"الشائعات"، وبحسب صحيفة "الغارديان" البريطانية، قالت العائلة، إن لقب "الجهادي جاك" اسمٌ يحاول الإعلام الترويج لقصصه من خلاله.
وقالت والدة الشاب البريطاني في تصريح لصحيفة "الإندبندنت" البريطانية إن اتهام ابنها بالانتماء لجماعة إرهابية "سخيف وعارٍ عن الصحة"، مؤكدةً أن جاك غادر متجهاً إلى سورية لمساعدة اللاجئين السوريين في المخيمات الحدودية.
وقد غادر جاك ليتس (20 سنة)، منزله الكائن في منطقة أوكسفورد البريطانية متجهاً إلى سورية التي تُعدّ اليوم، واحدةً من أخطر دول العالم.
وقد دفعت صفحة جاك الخاصة على موقع "فيسبوك" بعض المهتمين إلى التساؤل عما تعنيه الصورة التي نشرها في أيار 2015 والتي يوثق فيها ما يبدو انفجاراً بعيداً أفادت المعلومات المتداولة أنه على الحدود العراقية السورية. وسائل الإعلام البريطانية استثمرت ما جاء في مقال مدوّنة "هاكوكس"، فنُشرت مقالات عدة تناولت عناوينها اسم شاب بريطاني غادر للالتحاق بـ"داعش" في سورية كـ"أول شاب بريطاني أبيض"، متناقلة معلومات عن زواجه من امرأة في الفلوجة وإنجابه طفلاً صغيراً.
المقالات التي جرى تداولها في المملكة المتحدة استفزت عائلة وأصدقاء جاك الذين سارعوا إلى محاولة رواية جانب من القصة، متهمين الصحافة "اليمينية" بالترويج لمعلومات غير دقيقة عن جاك.
وفي تصريح لموقع "ستاندارد"، قالت والدة جاك، سالي، إنها تحدثت إلى ابنها يوم الأحد: "هو ليس عضواً في داعش، وهو على الأرجح ليس الشاب الأبيض الأول الذي يسافر إلى سورية، لم يتزوج جاك، وهو لم يرزق بأي ولد ولقب "أبو محمد" ليس لقبه. جاك أكد لنا أنه لم يحمل سلاحاً من قبل، وأنه في سورية يقدم المساعدة للأطفال السوريين اللاجئين في المخيمات الحدودية". وأضافت: "هو قال لنا بصراحة وصدق لمَ يتواجد في سورية، أعتقد أن كل القصص الأخرى المتداولة سخيفة".
اقرأ أيضاً: مدير في"غوغل": طرد "داعش" عن شبكات التواصل ضروري
وفي تعليقه الأول على القصص التي يتم تداولها، نفى جاك الشائعات ساخراً من المواقع التي صنفته كـ"إرهابي مقاتل في صفوف الجماعات الإسلامية". وقد حصلت صحيفة "الأندبندنت" على حق الاطلاع على ما ينشره ليتز على صفحته الشخصية حيث قال: "غريبة هي الأخبار التي يتناولها الإعلام عنك، أنك تزوجت مثلاً، في حين أنك لم تتزوج، وأنك رزقت طفلاً، وهو أمر غير صحيح طبعاً".
ويضيف: "ربما ملّت وسائل الإعلام من مناقشة حياة النجوم الشخصية ويومياتهم، فقرر القائمون عليها استمالة المزيد من القراء بهذه الطريقة؟" وأكد جاك أن سبب اهتمام الإعلام البريطاني بنشاطه هو اعتناقه الإسلام.
وفي منشور آخر كتب: "المعادلة بسيطة بالنسبة إلى وسائل الإعلام، شاب بريطاني يعتنق الاسلام + يسافر إلى الشرق الأوسط+ يؤمن بالإسلام = شاباً ينتمي إلى داعش وينجب الأطفال ويقتل الناس".
كما أشار إلى أنه تم اختراق صفحته على "فيسبوك" فترة زمنية قصيرة جرى خلالها نشر صور عكست صورةً مختلفة عنه، والسبب كان مشاركته كلمة السر الخاصة به مع صديق تبيّن لاحقاً أنه غير موثوق، واعترف جاك أن تلك المنشورات والتي استطاع عدد من المتابعين الحصول على نسخ عنها لم تساعده، بل حتى أنها أخافت بعض أصدقائه، ولكنه أكد أنه لم ينشرها بنفسه.
وأوضح أن عدداً من القصص التي جرى تداولها ومنها لقاؤه بـ "عمر حسين"، الشاب البريطاني الذي غادر ليلتحق بداعش عام 2014 قصص غير دقيقة، فهو قد يكون التقى أشخاصاً عدة، ولكن لم يحدث أي لقاء "عن سابق إصرار وتصميم كما كتبت الصحف يومها".
وختم جاك منشوراته: "من أسخف ما قرأته، أيضاً، قول بعض الصحف المحلية، إنها حاولت الاتصال بي وبداعش من أجل التعليق... وكأنني أملك مكتباً إعلامياً يصدر التصريحات...أنا هنا بهدف العمل الإنساني ولا أملك وقتاً لذلك".
Facebook Post |
وبحسب العائلة، تحقق الشرطة البريطانية معهم منذ أكثر من سنة، حيث تكررت الأسئلة عينها عن ابنهم جاك وسبب مغادرته بريطانيا، ولكن الشرطة لم توجه لهم أو لابنهم أي تهم. ويقول والدا جاك، جون وسالي إن "وسائل الإعلام خانت ابنهما اللطيف والإنساني لتعرض قصة مغايرة، تروّج فيها لبروباغندا جديدة عن شاب بريطاني آخر انضم لداعش، وذلك لكسب المشاهدات لا أكثر"بحسب" أوكسفورد ميل".
ونقلت مصادر لصحيفة "الأندبندنت" بعض الصور التي نشرها جاك على صفحته الخاصة على "فيسبوك" والتي لا يستطيع ولوجها إلا أصدقاؤه، ويظهر جاك في واحدة من الصور أمام سد الفرات، وهو منطقة تخضع لسيطرة "داعش في الرقة"، رافعاً أصبعه السبابة. نشر تلك الصورة وتواجد جاك الأجنبي الجذور في تلك المنطقة تحديداً، هو ما دفع بالصحافة البريطانية إلى التساؤل عن إمكانية تواجده حراً طليقاً يتجول في تلك المنطقة الخاضعة لسيطرة "داعش" بأمان، دون انتمائه للجماعة التي تفرض حظراً ومراقبة على المناطق التي تسيطر عليها في سورية والعراق.
مصدر مقرّب من العائلة قرر عدم الكشف عن اسمه، أكّد لمجلة "ميرور" البريطانية أن كل ما يتم تداوله على شبكات التواصل وفي الإعلام عن جاك غير صحيح وغير دقيق. ولم يوضح المصدر ما إن كان يعني أن جاك انتسب لداعش أو لم ينتسب، وأكد أن ما يجري نشره محرّف".
وعلى صفحته على "فيسبوك" نشر أحمد، صديق من أصدقاء جاك، المدونة الأولى التي أثارت جدلاً في "أوكسفورد" معلقاً: "لا أصدق أن هذا الموقع السخيف قرر إطلاق شائعات كهذه عن جاك، الدخول إلى صفحته واستنتاج قصص من نسج الخيال عنه بسبب صورة نشرها خلال تواجده في سورية أمرٌ سخيف"، وأكد أحمد عبر صفحته أنه تحدث إلى جاك مرات عديدة وأخبره الأخير عما يقوم به من أعمال إغاثة على الحدود، مؤكداً أن جاك "لا يمكنه أن يقتل عنكبوتاً".
وكان جاك ليتس، قد قرر تغيير ديانته واعتناق الإسلام، منذ أكثر من سنة خلال دراسته في أوكسفورد، ومنذ مغادرته إلى سورية كثرت التساؤلات حول رحلته، حتى أن بعضاً لقّبه بـ"الجهادي جون الثاني".
اقرأ أيضاً: "داعش" يكشف هويات منفذي عمليات باريس