"الجهاد" تنقل رسائل من طهران والحوثيين للقاهرة

10 ابريل 2015
وفد للحوثيين زار القاهرة بعد وساطة شلّح(لؤي بشارة/فرانس برس)
+ الخط -
أفادت مصادر فلسطينية، فضّلت عدم نشر اسمها، لـ"العربي الجديد"، بأن حركة "الجهاد الإسلامي" الفلسطينية نقلت، خلال الفترة الأخيرة، رسائل سياسية إيرانية إلى القاهرة، تعبّر عن وجهة نظر الحوثيين في اليمن، للجانب المصري، وترتبط بمحاولة التوصل لحل للأزمة اليمنية.

وقالت المصادر نفسها إنه "نظراً للعلاقة الجيدة التي تتمتع بها حركة "الجهاد" مع كل من النظامين المصري والإيراني، فإن طهران سعت إلى استغلال تلك العلاقة للاتصال بالنظام المصري الذي يشارك في عملية "عاصفة الحزم" العسكرية التي تقودها السعودية".

اقرأ أيضاً (السيسي والسعودية... هل انتهى "شهر العسل"؟)

وأشارت المصادر، لـ"العربي الجديد"، إلى أن وفد الحوثيين الذي زار القاهرة قبل عملية "عاصفة الحزم" بنحو أسبوع، جاء بعد وساطة قام بها الأمين العام لحركة "الجهاد الإسلامي"، رمضان شلح، ونائبه زياد نخالة، خلال الزيارة التي قام بها وفد الحركة للقاهرة منتصف مارس/ آذار الماضي.

وكانت وزارة الخارجية المصرية قد بادرت إلى نفي زيارة أي وفد حوثي للقاهرة، على الرغم من تأكيدها من قبل مصادر دبلوماسية وأمنية. وأوضح المصدر الفلسطيني المقرّب من حركة "الجهاد"، أنّ "فحوى الرسائل التي نقلتها (الجهاد) لمسؤولين في جهاز الاستخبارات المصري تتعلّق بتأكيدات من الحوثيين على عدم التعرّض لمضيق باب المندب والحفاظ على حركة الملاحة فيه، وذلك بغرض طمأنة مصر، ومحاولة إخراجها من تحالف عاصفة الحزم".

وأشار المصدر إلى أن الحركة نقلت أيضاً رغبة جماعة الحوثيين الانقلابية في الدخول في مناقشات مع الجانب المصري في محاولة للتوصل إلى حلّ.
وتعود أهمية مضيق باب المندب بالنسبة لمصر نظراً لارتباطه الوثيق بالملاحة في قناة السويس المصرية، إذ يقدّر عدد السفن وناقلات النفط العملاقة التي تمرّ في الاتجاهين بالمضيق، بأكثر من 21000 قطعة بحرية سنوياً (أي بمعدل 57 قطعة يومياً).

وفي سياق متصل، حذّر حزب "مصر القوية"، الذي يتزعمه المرشح الرئاسي السابق عبد المنعم أبو الفتوح، الدول العربية بشكل عام، ومصر بشكل خاص، من خطورة التدخل البري باليمن، داعياً إلى وقف الاقتتال، والبدء في حوار سياسي على الفور. وأضاف الحزب، في بيان، أن "ثلاثة أسابيع مرت على بدء ما يسمى بعاصفة الحزم، التي لم تخلّف حتى الآن سوى ما يزيد عن 540 قتيلًا، بينهم عشرات الأطفال، و1700 مصاب، فضلاً عن تشريد ما يزيد عن 100 ألف يمني".

وأكد الحزب على أن "الحلول العسكرية للشؤون الداخلية للدول العربية لم تخلّف يوماً سوى الحروب الأهلية والانقسام والتطرف، كما أن الحديث عن التدخل البري في اليمن لن يزيد الأمر إلا تعقيداً، وسيدفع بالجيوش العربية إلى إراقة المزيد من دماء الأبرياء، وفي النهاية سيكون الفائز الوحيد من كل تلك الصراعات هم أعداء الأمة".
وتابع البيان: "نحن في أمسّ الحاجة إلى تغليب صوت العقل، والسعي إلى الحوار السياسي لحل قضايانا. ولذلك نطالب كافة الأطراف بوقف الاقتتال، وحث الأطراف اليمنية على الجلوس إلى مائدة المفاوضات، لحل تلك الأزمة بالطرق السلمية، بعيداً عن الخيارات العسكرية".
المساهمون