رغم أن العديد من التظاهرات والمهرجانات تُقام تحت مسمّى "الثقافة الشعبية" في العالم العربي، إلا أن التناول النظري لهذا المجال يظل غالباً دون المأمول، باستثناء بعض الدراسات الأكاديمية والمقالات والمؤلّفات المتفرّقة.
لعل مجلّة "الثقافة الشعبية" التي تصدر في البحرين، تُعدّ من التجارب القليلة التي تواظب على الاستمرارية؛ حيث تُصدر خلال هذا الشهر عددها الثاني والثلاثين، وهي مجلّة فصلية علمية مُحكّمة، تترجَم إلى ست لغات في طبعتها الإلكترونية.
نقرأ في هذا العدد مجموعةً من الدراسات التي تتناول التراث والثقافة الشعبية من زوايا متعدّدة. في مقال بعنوان "الذاكرة الشعبية والعولمة"، يوضّح الكاتب اللبناني علي بزيما ما تتعرّض إليه الثقافة الشعبية من نكوص والضغط الذي تمارسه عليها التفرقة بين ثقافة العامّة وثقافة النخبة، معتبراً أن "تسونامي العولمة" يمثّل تهديداً مضاعفاً لهذه الثقافة، فيما يقدّم الباحث المغربي طارق المالكي في مقال بعنوان "تجديد المنهج في توثيق التراث غير المادي" مقترحات حول تطوير أدوات حفظ الثقافة الشعبية.
في باب "أدب شعبي"، نقرأ خمس دراسات، هي: "التراجيكوميديا في ألف ليلة وليلة" للباحث المصري تامر فايز و"حكاية السنور والجرذ" للكاتبة البحرينية أنيسة السعدون، و"علي ولد زايد" للكاتب اليمني محمد ثامر و"طُرق الصوغ في الزجل المغربي" لـ عبد الله بن عتو، و"الحكاية الخرافية الجزائرية" لـ سيدي محمد بن مالك.
في باب "عادات وتقاليد"، كتبت الباحثة الكويتية بزة الباطني عن "حكاية عشبة"، وتناولت الجزائرية آمال عطية "عادات وتقاليد الزواج في الجزائر"، فيما استعرض المغربي جلال زين العابدين "سلوك وعادات المغاربة"، من خلال كتاب "نحن المغاربة" ليحيى بن سلمان.
وضمن "موسيقى وأداء حركي"، نقرأ دراسة عن "المطربة صَليحة" للباحث التونسي محمد الدريدي تناولت أسباب انتشار أغنيتها في تونس في النصف الأول من القرن العشرين، ونقرأ أيضاً دراسة "أغنية الراي في المغرب المتوسط: إثنوموسيقولوجيا النمط الغنائي" للباحث المغربي جمال أبرنوص.
أما باب "ثقافة مادية"، فنقرأ فيه دراستين، الأولى مقاربة أنثروبولوجية حول "الأزياء التقليدية للمرأة التونسية" لـ عبد الكريم براهمي، والثانية للكاتب السوري سلوم سلوم عن "بيوت الغمس في حماه السورية وريفها".
اقرأ أيضاً: "أسطور": أسئلة جديدة على التاريخ