"التهديدات الهاتفية": أسلوب جديد للتهجير في العراق

07 يناير 2015
الميليشيات ترسل تهديدات عبر الهاتف وتستخدم أرقاماً غير مسجلة(Getty)
+ الخط -


أثار تسريب بعض موظفي شركات الهواتف النقالة في العراق لأسماء عملائها، ردود فعل رافضة لهذا العمل الذي أدى لانتشار ظاهرة "التهديدات الهاتفية" التي اعتمدتها الميليشيات المسلحة في تهديد وتهجير مئات الأسر في ديالى والبصرة وبغداد.

وقال الشيخ محمود عبد الرزاق الونداوي إن عدداً كبيراً من العوائل اضطر لمغادرة قضاء المقدادية بمحافظة ديالى، بعد تلقيهم اتصالات هاتفية أو رسائل نصية عبر الهاتف النقال، مبيناً أن هذا الأسلوب الجديد أثار الرعب في نفوس أبناء عشيرته، الذين غادروا مناطقهم باتجاه محافظات إقليم كردستان بحثاً عن الأمن.

واتهم الونداوي بعض موظفي شركات الهاتف المحمول، بتزويد الميليشيات بأسماء رجال عشائر معينة، لافتاً إلى أن أغلب هذه التهديدات استهدفت مكوناً واحداً هو سنّة العراق دون المكونات الأخرى، وأضاف "الوضع اليوم أصبح أكثر خطورة، لأن التهديد سابقاً كان يتم عبر منشورات ترمى خلال الليل، لكن ما يحدث اليوم يؤكد حصول مافيات الجريمة على معلومات كاملة عن الشخص المعني، كرقم هاتفه الذي يوصل لحسابه على وسائل التواصل الاجتماعي ك"فيسبوك" و"فايبر" و"تانجو"، ما اضطرنا للتخلي عن استخدام هذه الخدمات".

وفي سياق متصل، كشفت طائفة الصابئة في البصرة، عن تلقّيها تهديدات عبر الموبايل، وقال رئيس مجلس الطائفة والمتحدث الإعلامي باسمها سعد مجيد، خلال مؤتمر صحافي، إن أبناء طائفته استقبلوا رسائل عبر الهاتف الجوال، تهدد بذبحهم في حال بقائهم في المحافظة، مشيراً إلى خطورة هذه الخطوة التي تحاول تهجيرهم وإخراجهم من العراق، ولم يبيّن مجيد الجهة التي قامت بالتهديد، لكنه لوّح بخروج طائفته من العراق في حال عجْز الحكومتين المحلية والاتحادية عن توفير الحماية الكافية في البصرة.


من جهته، قال ضابط رفيع في وزارة الداخلية العراقية، إن أغلب عمليات التهجير التي تتم في بغداد يجري التحضير لها وتنفيذها عبر الهواتف النقالة، مؤكداً خلال حديثه لـ"العربي الجديد" أن الميليشيات تستخدم أرقام هواتف غير مسجلة ويصعب تعقبها في حال حدوث أية جريمة قتل أو تهديد أو تهجير، ولم يستبعد الضابط، الذي رفض الكشف عن هويته، حصول الميليشيات على أرقام الأشخاص المشمولين بالتهجير من موظفين بشركات الاتصالات.

مقابل ذلك، أكد مسؤول الصحوات في محافظة ديالى، سامي الخزرجي، انحسار التهديدات التي كان يتلقاها عناصر الصحوات من الجماعات المسلحة، موضحاً "أن ظاهرة التهديدات التي تطلقها جماعات العنف ضد الصحوات عبر الهواتف النقالة، انحسرت بشكل لافت في الأسابيع الماضية، لاسيما في المناطق الساخنة، بعد أن ازدادت مع بروز خطر الجماعات المسلحة في مناطق واسعة من ديالى".

وتعمل في العراق ثلاث شركات رئيسية للهاتف النقال (زين العراق، وآسيا سيل، وكورك تيليكوم) فضلاً عن شركات فرعية وشركات الإنترنت، وطرحت بعض هذه الشركات خدمات الجيل الثالث للهاتف النقال مع بداية العام الحالي، والتي يتوقع أن تضاعف تقديم الخدمات في البلاد.