"التعبئة الانتخابية في تونس": سوسيولوجيا الاقتراع

26 نوفمبر 2016
من انتخابات 2014، تصوير: أمين الأندلسي
+ الخط -

قد تبدو الانتخابات حدثاً سياسياً فحسب، غير أنها لا تقدّم فقط تلك النتيجة النهائية التي تصل بالمرشّحين إلى مواقع إدارة الدولة، بل تقدّم أيضاً خارطة لتشكّل ميولات اجتماعية وتحديدات على مستوى الأعمار والطبقات الاقتصادية وغيرها. هذه المعطيات يمكن أن تتحوّل إلى مادة اشتغال لعلوم إنسانية كثيرة.

يمكننا ملامسة هذا الاشتغال في الكتاب الجماعي الصادر منذ أيام عن "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" بعنوان "التعبئة الانتخابية في تونس: دراسة حالة الانتخابات التشريعية 2014". 

تحمل مقدّمة الكتاب عنوان "عناصر أولية لبناء سوسيولوجيا انتخابية في العالم العربي" كتبها كل من مهدي مبروك وعبد الوهاب بن حفيظ، حيث أشارا إلى أنّ الانتخابات استطاعت أن تمثّل حقلاً معرفياً في المجتمعات الغربية، لكنّها أخفقت في أن تكون كذلك في مجتمعاتنا العربية، "وذلك لالتباس العملية الانتخابية ذاتها وافتقادها المعايير المتعارف عليها دولياً، فضلاً عن حجب المعلومات والمعطيات ذات الصلة".

يضمّ الكتاب سبعة فصول، الأوّل بعنوان "في سوسيولوجيا المنافسة السياسية في تونس: تجربة الانتقال من الحشد السياسي إلى التعبئة الانتخابية" وفيه يبحث عبد الوهاب بن حفيظ عن التردّد في الاقتراع الانتخابي والامتناع عنه، فيما يدرس حافظ عبد الرحيم في الفصل الثاني الذي يحمل عنوان "الممارسة الانتخابية في تونس بين الرّكح والكواليس"، نتائج انتخابات 2014 على ضوء مفهوم الزبونية السياسية.

في الفصل الثالث، "التعبئة الانتخابية وموقع الولاءات التحتية"، يضيء عبد اللطيف الحنّاشي ما يسمّيه بـ "الولاءات التحتية وزواج المال والرياضة بالسياسة". أما في الرابع، فيتحدّث عبد اللطيف الهرماسي عن "الرمزي والمتخيل في انتخابات ما بعد الثورة التونسية"، وبعده تتطرّق منية الرقيق العويني إلى دور المرأة في المنظومة الانتخابية في فصل بعنوان "التعبئة السياسية: مِخبر نحت الهوية الجندرية؟".

أما في الفصل السادس، فيشتغل محمد الجويلي على "فئة الشباب والانتخابات" ليتساءل عن مشكلة العزوف أهي "خلل مواطني أم تعبير ديمقراطي؟". وفي الفصل الأخير، درست حميدة البور "الإعلام والانتخابات - قراءة في الدور والأداء". 

المساهمون