"التراويح" تصالح المغاربة مع المساجد في رمضان

15 مايو 2019
يقصد الكثير من المغاربة المساجد والمصليات (Getty)
+ الخط -
يشدّ آلاف المصلين المغاربة الرحال في شهر رمضان إلى المساجد والمصليات التي تستضيف قراءً متميزين و"نجوماً" يؤدون صلاة التراويح كل ليلة في عدد من مدن ومناطق البلاد.


ويقصد الكثير من المغاربة المساجد والمصليات التي يحرص عدد منها على استقطاب أسماء قراء مشاهير، أو قراء يتمتعون بأصوات حسنة لإمامة الناس في صلاة التراويح خلال ليالي رمضان، وهو ما يؤدي إلى امتلاء هذه المساجد عن آخرها بأفواج ضخمة من المصلين كل ليلة.

وفي مدينة سلا يتواجد أكبر وأشهر مصلى في المغرب، وتحديداً على مستوى حي الانبعاث الشعبي، وهو مصلى شهد حلة جديدة هذا العام بفضل تغطيته خشية احتمال انهمار الأمطار، الشيء الذي جذب إليه في تراويح هذا العام أعداداً إضافية من المصلين الجدد، علاوة على المصلين الذين كانوا يواظبون على الصلاة فيه طيلة الشهر الكريم.

ويأوي الآلاف من الناس رجالاً وإناثاً إلى مصلى مدينة سلا في كل صلاة تراويح في شهر رمضان، حتى أن جنباته تمتلئ عن آخرها في أجواء روحانية استثنائية، حيث يأتيه الناس من الأحياء المجاورة وحتى من بعض المدن القريبة المجاورة، خاصة عندما يتم الإعلان عن حضور قارئ متميز أو معروف لإحياء ليالي رمضان.

وليلة أمس الثلاثاء، أمّ بالناس القارئ الشيخ عبد العزيز الكرعاني الذي جذب أزيد من 30 ألف مصلٍّ، وفق مصادر من اللجنة التنظيمية للمصلى، إذ احتشد الناس في صفوف طويلة وصلت إلى الشوارع والأزقة المجاورة، للاستماع إلى صوت القارئ في صلاة التراويح.

ويقول أحد منظمي المصلى المذكور في تصريح لـ "العربي الجديد"، إن الهدف من إقامة هذا المصلى في حلته الجديدة البهية قد تحقق، وهو استقطاب مصلين كثر  لنفحات هذا الشهر العظيم، مضيفاً أن الناس يحبون الأصوات الجميلة، ولهذا فإن المنظمين يحرصون على المزاوجة بين قراء شباب لهم أصوات ندية وقراء مخضرمين ومشهورين لهم جمهورهم الواسع.

وفي مدينة الدار البيضاء أيضاً يتجه آلاف المصلين كل ليلة في رمضان إلى مسجد "الحسن الثاني" الشهير، وذلك حرصاً على الصلاة خلف القارئ الشيخ المعروف عمر القزابري، المعروف بصوته الرخيم الذي جعله أحد أفضل وأشهر قراء القرآن الكريم في العالم الإسلامي.

ويمتلئ مسجد الحسن الثاني بحشود بشرية في كل ليلة من ليالي رمضان، لحضور الصلاة وراء الإمام القزابري، وهي الصلاة التي تنقل مباشرة في قناة دينية مغربية، في الوقت الذي تعرف مساجد أخرى تأوي قراء متميزين من قبيل العيون الكوشي أو مصطفى الغربي وغيرهما، احتشاداً بشرياً هائلاً.

ويرى الواعظ الديني إبراهيم بن الكراب في تصريح لـ "العربي الجديد"، أن شد الرحال إلى مساجد بعينها قد يرى البعض أنه يخالف في الظاهر الحديث النبوي الشريف "لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجد الرسول، والمسجد الأقصى"، لكنه يبقى أمراً محبذاً خصوصاً لمن يبحث عن الأصوات التي تجلب الخشوع في الصلاة، عوض القراء الذين ينفرون الناس من الصلاة بسبب عدم تمكنهم وبراعتهم في القراءة".