"التحوّل الديمقراطي": كيف يتصوّر الشباب التغيير؟

18 سبتمبر 2017
(غرافيتي يطل على ميدان التحرير، تصوير: كيم بدوي)
+ الخط -
لم تخضع الاحتجاجات التي اجتاحت أكثر من بلد عربي في السنوات الأخيرة، إلى الدرس والتحليل وظلّت الكثير من الأسئلة معلّقة حول أسباب إخفاقها في تحقيق أهدافها، وهو ما يسعى "مؤتمر قضايا الديمقراطية والتحوّل الديمقراطي" في دورته السادسة إلى نقاشها في 22 من الشهر الجاري في تونس.

التظاهرة التي تشكّل امتداداً للتقليد العلمي لـ"المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" في عقد مؤتمر في خريف كلّ عام، يُعنى بقضايا الديمقراطية، يطمح إلى تقديم مقاربة معمّقة، تجمع دوائر ثلاثاً للاهتمام النظري والتطبيقي، في حقل العلوم السياسية بخاصة، والعلوم الاجتماعية والإنسانية بعامّة، وهي: "الشباب" و"الديمقراطية" و"الثورات"، بحسب المنظّمين.

يرصد المشاركون ثلاثة خطوط متداخلة: "الجيل" أو "الشباب" بوصفه أداة أو مقولة تفسيرية للثورات التي أطاحت نظم الاستبداد في المنطقة العربية، والشباب من حيث هم أحد المكوّنات الفعلية في الحراك الثوري ومسار الانتقال الديمقراطي، وأخيراً فهم الشباب لما جرى أو مقاربته له.

تنقسم محاور المؤتمر إلى خمسة؛ الأول بعنوان "ديموغرافيا الثورات العربية" ويُطرح خلاله عدّة أسئلة مثل: ما هو أثر الانتقال الديموغرافي في ثورات الربيع العربي وطبيعة فاعليها؟ وأمام هذا الملمح هل يجب إعادة التفكير في منظورنا عن موقع الشباب في عملية التغيير الاجتماعي ومن ثم الثورات؟ وما تشير إليه إحصاءات التحوّل الديموغرافي هل هو نتاج تحوّلات في التعليم وفي اتجاهات التفكير وأنماط السلوك، وفي طبيعة التصوّر عن الذات والمجتمع والعالم؟

المحور الثاني "التصور الجيلي للتحوّل صوب الديمقراطية، تعريفاً ومحتوى ومآلاً" يتساءل حول مرتكزات الديمقراطية من منظور الجيل الثائر، وهل برز مفهوم عربي للديمقراطية يعكس هذه البنية الفكرية؟ ويذهب المحور الثالث "النخب الشابة وطبيعة الممارسة الجيلية للسياسة" إلى السؤال عن دور الفاعلين السياسيين في ممارسات الاستحواذ والإقصاء التي استفحلت عبر مرحلة الانتقال بعد سقوط المستبدين، وأعاقت الوصول إلى أرضية وطنية للتوافق حول المستقبل الديمقراطي.

أما المحور الرابع "الفاعلية الحركية والتغيير" فيحاول تفسير ظاهرة الحركات الاجتماعية المتولّدة في هذا الجيل، وفهم استراتيجيات الفعل الجماعي التي جرى تبنيها في مراحل التمهيد للربيع ومع اندلاع شرارة ثوراته وبعد سقوط المستبدين، ويبحث المحور الخامس "السياسات العامة لتمكين الشباب" دور السياسات العامة في ظاهرة تهميش الشباب، في الدول التي تعثّرت فيها الثورات ودفعت بالشباب إلى مسارات الانزواء أو الهروب إلى الهجرة أو العنف ومساراته الراديكالية، أو في تلك الني نجت جزئياً من مصير الانقسامات والاقتتال الأهلي وانهيار الدولة، وخاضت انتقالاً معقولاً كتونس.

المساهمون