التحق حزب "التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية" في الجزائر بقائمة الأحزاب والقوى السياسية التي قررت مقاطعة الانتخابات الرئاسية المقررة في 18 من أبريل القادم، وحذر من تصفية الحسابات بين مؤسسات الدولة.
وقرر المجلس الوطني للحزب عدم المشاركة في الانتخابات ووصفها بأنها مجرد "عملية تعيين لرئيس الدولة"، وحذر الرأي العام من "مخاطر محاولة العصب تصفية حساباتها عن طريق تعبئة المؤسسات"، في إشارة إلى الصراع القائم بين مؤسسات الدولة الموالية للرئيس بوتفليقة كالجيش، ومجموعات محسوبة على ما يعرف بـ"المخابرات القديمة" التي يقودها قائد جهاز الاستخبارات السابق الفريق محمد مدين الذي أحاله بوتفليقة الى التقاعد في أيلول 2015.
وقلل التجمع المعارض من قدرة أي مرشح معارض في ظل تحكم السلطة في العملية الانتخابية، على إحداث تغيير سياسي، وقال "حجم تلاشي المؤسسات والشرخ الهائل الذي تعرفه الجبهة الإجتماعية يجعل أي مسعى انفرادي لأي مترشح شخصية أو حزب سياسي لحلحلة الأزمة وإرجاع الدفة إلى مسارها بالعبث والسراب".
ويقول الحزب الذي كان يقوده المعارض وأحد نشطاء الحركة البربرية سعيد سعدي فإن "الطريق المسدود والمأزق التاريخي للنظام السياسي الذي حكم البلاد منذ عام 1962، وصادر انتصارات الشعب الجزائري ضد فرنسا الاستعمارية، يجب ألا يؤدي إلى الفوضى، وهذا ما يجب منعه عن طريق رفض كل من خيار تمديد الواقع المعاش أو اعتماد موازين قوى ظرفية في ظل أزمة هيكليّة معقدة، لأن كلا الخيارين يؤديان حتما إلى فوضى عارمة".
وقرر الحزب الدعوة إلى تجمع شعبي ضخم وحشد المواطنين والقوات الحية في البلد حول "ضرورة بداية وانطلاقة جديدة تعيد الكلمة إلى الشعب في دولة أصبحت الحرية والأمن والمساواة وتكافؤ الفرص فيها أسطورة".
وقبل اختتام اجتماع المجلس مساء الجمعة، كان رئيس الحزب محسن بلعباس قد انتقد بحدة المرشح الرئاسي اللواء علي غديري، على خلفية تصريحات لهذا الأخير هاجم فيها قوى المعارضة ووصفها بالمستسلمة، وحذر بلعباس من تلاعب غديري بالمسار المهني والسياسي والاجتماعي لعدد من الشخصيات ورجال الأعمال الذين يدعمونه.
ولا يشارك الحزب في الانتخابات الرئاسية منذ انتخابات 2004، التي شارك فيها زعيمه سعيد سعدي، الذي حاز حينها على أقل من 2 في المائة من الأصوات، قبل أن يقرر سعدي الانسحاب من الساحة السياسية.
وإضافة إلى حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، كانت أحزاب جبهة العدالة والتنمية التي يقودها المرشح الرئاسي السابق عبد الله جاب الله، وجيل جديد ضمن تكتل مواطنة وجبهة القوى الاشتراكية مقاطعة الانتخابات الرئاسية المقبلة.