عزف الكثير من الأهالي في مصر عن شراء البيض من محلات المواد الغذائية المختلفة، وذلك خوفاً من الإصابة بأمراض محتملة نتيجة تناول "بيض بلاستيكي" مستورد من الصين.
وتداول مغردون على شبكات التواصل الاجتماعي فيديوهات تؤكد تسبب البيض المستورد بأمراض خطيرة تصيب الجهاز الهضمي حال تناولها، كما رفض الأهالى شراء أي مواد غذائية يدخل البيض في صناعتها، وهو ما أصاب محلات الحلويات والمطاعم بالشلل عن العمل، خاصة في العاصمة القاهرة.
وكانت معلومات متداولة، لم يتم التأكد من صحتها، قد أكدت وجود "بيض صيني" يتسبب بأمراض خطرة منها السرطان، وهو ما أدى إلى حالة من الرعب والهلع وسط المواطنين.
وتسبب عزوف بعضهم عن شراء البيض، إلى انخفاض أسعاره، واشتكى مربو الدواجن وأصحاب المحلات في عدد من المحافظات من الركود، وهو ما دفع بعض المحلات التجارية بوضع "لافتات" تؤكد عدم وجود "بيض صينى" لديها، ووصل الأمر ببعض المحلات إلى وضع شروط في حالة وجود أي متغيرات فى البيض، بالعودة مره أخرى إلى المحل وأخذ تعويض مادي.
من جانبه اشتكى محمد السيد "صاحب مزرعة دواجن" من تراجع كميات شراء البيض خلال الساعات الماضية، مما أدى إلى فساد كميات كبيرة من البيض بسبب قلة البيع.
وتداول نشطاء موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" بعض الصور التي توضح مراحل صناعة "البيض الصيني" وقد أوضح هؤلاء أن الصين تحتل المرتبة الأولى في تقليد وتزييف المنتجات، ولكن لم يتوقعوا وصول هذا الغش إلى المواد الغذائية، مشيرين إلى أن البيض الصيني الصناعي من الصعب تمييزه عن البيض الطبيعي، إذ لديه قشرة خارجية صلبة مثل البيض الطبيعي، وبه أيضاً صفار وبياض كما هو في البيض الطبيعي، بحيث يكون هناك صعوبة بالغة في تمييزه عن بيض الدجاج الطبيعي.
وذكر النشطاء أن البيض الصيني الصناعي يتكون من مجموعة من المركبات الموجودة بالفعل في البيض الطبيعي، إذ يحتوي على الكالسيوم والبروتينات كما هو في البيض الطبيعي، كما يقوم الصينيون بصناعة القشرة الخارجية للبيضة من بودرة مكونة من مادة الميلامين، التي تصنع منها الأطباق.
ومنذ أيام، تداول رواد منصات التواصل الاجتماعي بمصر، مقاطع مصورة تظهر تحول البيض بعد الطهي إلى مادة تبدو بلاستيكية متماسكة، ما أثار جدلاً في البلاد.
وانتشر على أثر ذلك تحذيرات من تناول "بيض بلاستيكي" قالوا إن الحكومة المصرية قامت باستيراده من الصين، لما له من تأثير خطير على صحة المواطنين.
وكانت النائبة في البرلمان المصري فائقة فهيم قد تقدمت بطلب إحاطة ضد الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء المصري ووزيري التجارة والصناعة والتموين بشأن انتشار "البيض الصيني" في الأسواق المصرية، محذرة من خطورته الصحية على حياة المصريين، مطالبة بضرورة وقف استيراد البيض الصيني، المعروف بـ "البيض الكيميائي" و"البلاستيكي" وهو منتشر ويتم استيراده مباشرة من الصين لحساب تجار وموزعين في مصر، مشيرة إلى أن تناول البيض الصيني يسبب عدة مشاكل صحية للكبد والجهاز الهضمي، وذلك بسبب عدم تقيد بعض الشركات والمصانع الصينية بشروط الصحة العامة.
وذكرت النائبة أن جهات عالمية ودولية بالصحة العامة والأمن الغذائي للإنسان، حذرت من خطورة تناول البيض الصيني، بعد أن قامت الجهات الأمنية الصينية بضبط مصنع يقوم بتصنيع البيض وتصديره لمنطقة الشرق الأوسط.
واختتمت النائبة طلبها قائلة: "هذا البيض يسبب أضرارًا بالمخ والكبد والأعصاب، وقد يصل الأمر إلى الإصابة بالتسمم الغذائي والأنيميا، ويتم تصنيعه من كربونات صوديوم وأنواع مختلفة خاصة من الألوان الصناعية المضرة بجسم الإنسان، مستخدمين أنواعًا مختلفة من الصمغ والجيلاتين الصناعي ومواد كيميائية مختلفة".
من جانبه، نفى الدكتور عبد العزيز السيد رئيس شعبة الدواجن بغرفة القاهرة التجارية ما تردد عن وجود بيض صيني في مصر، مؤكداً أن استيراد البيض ممنوع في مصر، وأن الإنتاج "بيكفي وبيوفي".
وقال السيد إن مصر لديها اكتفاء ذاتي من "البيض" وإنتاجنا يتراوح من 11 إلى 12 مليار بيضة سنوياً، نافياً تماماً ما تداول بشأن وجود بيض صيني فى الأسواق المصرية.
وقال مركز دعم واتخاذ القرار، التابع لرئاسة الوزراء المصري، في بيان اليوم، إن مصر لديها اكتفاء ذاتي من إنتاج البيض ولا صحة لأنباء تداول استيراد بيض بلاستيكي من الصين، يمثل خطرا على صحة المواطنين.
وأوضح البيان: "بالتواصل مع وزارة الزراعة المصرية أكدت عدم وجود بيض صيني مصنوع من البلاستيك في الأسواق المصرية (...) مصر لديها اكتفاء ذاتي من البيض، يكفي لتغطية احتياجات السوق المحلية، وتصديره إلى الخارج".