قامت دنيا مؤسسة الطيران السورية، لوجود "بسكويت" صناعة تركية على متن خطوطها، ولم تقعد حتى الآن، فكبرى الجرائم أن يكون منتج تركي استهلاكي داخل طائرة ممانعة، ويقدم وجبة إفطار لركابها المناضلين الجُلهم من جنود الأسد وشبيحته، القادمين من "مطار باسل الأسد" في اللاذقية؛ معقل ومسقط رأس بشار الأسد.
أول الإجراءات الممانعة كان فسخ عقد الإطعام الموقع مع المتعهد المسؤول في مدينة اللاذقية، وبقية النضال يتأتى تباعاً لمعرفة المجرم الذي دس "البسكويت" المعادي في طائرة مناضلة ليأكلها الركاب البواسل.
قصارى القول: إن لم نغرق في أسئلة، كيف دخلت المنتجات التركية الأسواق التي يسيطر عليها الأسد وصعدت إلى الطائرة، أو لماذا انشغلت الحكومة بـ"البسكوتة" وتناست المنتجات التركية التي تعج بها أسواق دمشق، بما فيها المولات الفخمة ومؤسسات التدخل الإيجابي التي تموّل مشترياتها من خط الائتمان الإيراني.
أو لم لا نعرّج على الإنتاج التركي الذي يسدّ حاجة المستهلكين السوريين في مدن الشمال المحرر في محافظتي إدلب وحلب، بعد أن حاصرهم النظام بلقمة عيشهم ومازوت تدفئتهم ودواء مرضاهم.
يكفي أن نذكّر الممانعين أن الصادرات التركية عادت إلى الأسواق السورية العام الفائت إلى ما كانت عليه قبل الثورة، ومكتب الإحصاء التركي قال إن الصادرات ارتفعت إلى 1.8 مليار دولار عام 2014، ما يعني استنتاجاً، عدم جدوى الرسوم التي فرضها نظام الأسد مطلع العام الجاري على السلع والمنتجات التركية، لأن السوق، ولم نقل جشع التجار العاملين إلى جانب النظام، أقوى من الشعارات، خاصة في بلد عجز نظامه عن ضبط حدوده وتخلى عن جميع المعابر للثوار.
نهاية القول: يمكن النظر إلى "البسكوتة" التركية من زاوية لم يرها وزير النقل وربما رئيس الوزراء في حكومة بشار الأسد، فبمنتهى البساطة، لو أن ثمة "بسكوت" صناعة سورية، لما اضطر المتعهد إلى توزيع "بسكوت تركي"، وفيما لو وجد المنتج السوري، فهو أعلى سعراً وأقل وزناً وجودة من المنتج التركي، ما يعني هزيمة الإنتاج السوري داخل الطائرة السورية، وليس في السوق فقط، وهو ما يفكر به عادة رجال الدولة والاقتصاد.
فبدل الانشغال والاشتغال في استعادة الصناعة التي هدمتها آلة النظام الحربية ومحاولة المحافظة على ما تبقى من إنتاج ومنشآت وصناعيين، والاشتغال على إعادة الرساميل المهاجرة وأرباب الصناعة السورية الذين حصدوا المركز الأول بالاستثمار الخارجي في تركيا هذا العام، رأينا مسؤولي الأسد يغرقون في "البسكوت" التركي ويعتبرونه خرقاً للحدود وإغراقاً للإنتاج، متناسين كيف يحتل جنود الأسد منشآت أكبر مدينة صناعية في سورية "الشيخ نجار بحلب" ويفرضون إتاوات ويسرقون الإنتاج، ما دفع صناعيي حلب للاحتجاج والتحذير من وقف العمل نهائياً... فوقتها لم يبق "بسكويت" وربما لن تطير الطائرة أيضاً.
اقرأ أيضاً: اللجوء إلى أوروبا يرفع أسعار الجوازات السورية