"البحث عن 11 ألف": أرشيف الموسيقى السكندرية

02 فبراير 2020
(قصر الخديوي في الإسكندرية عام 1900، Getty)
+ الخط -

لا يزال تاريخ الإسكندرية يجتذب العديد من الباحثين والكتّاب والفنانين لتناول تعدّدها الثقافي الذي انعكس على طبيعة المجتمع فيها، وعلى أنشطته الاقتصادية وتعبيراته الفنية المتنوّعة، وهو ما استمر حتى منتصف القرن الماضي، مع هجرة معظم أبنائها ذوي الأصول الأوروبية والتركية.

تحتضن المدينة فعاليات تركّز على تلك الحقبة، كان آخرها "أيام التراث السكندري" في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، التي اشتملت على معارض توثّق لصحافتها التي تأسّست مع الحملة الفرنسية على مصر عام 1798، وعمارتها المختلطة، وآثارها التي تعود إلى حقب مختلفة، وتاريخها الاجتماعي.

"البحث عن الـ 11 ألف" عنوان اللقاء المفتوح مع الباحثة والمترجمة المصرية ترمين نزار الذي يعقد عند السادسة من مساء اليوم الأحد في "وكالة بهنا" في الإسكندرية، ويدير النقاش القيّم الفني علي العدوي، في إطار برنامج الإقامات الفنية "سحر الأرشيف" في الوكالة.

يشير بيان الفعالية أنه "عند الحديث عن أي جانب من جوانب تاريخ الإسكندرية تطغى رواية المدينة الكزموبوليتانية على أي رواية أو وجه آخر لها، فيبدو البحث عن تاريخ وخصائص المهاجرين إليها أكثر سهولة ووضوحا من تاريخ من كان مقيما فيها في الأصل".

يضيف البيان نفسه: "ننقب تحت الصورة المعلبة لنبحث عن سكان المدينة الأصليين عبر الموسيقى التي أنتجوها محلياً للجمهور المحلي في المقام الأول، ومع تمدّد المدينة السريع جداً منذ نهاية القرن التاسع عشر تدخل إليها وتخرج منها مجموعات سكانية وتطمس داخلها ثقافاتها أو تتغيّر"، لافتاً إلى أنه "لا نحكم على التغيّر ولكن نكتفي بالبحث عنه وحفظه وإتاحته".

تعمل نرمين نزار على مشروع بحثي عن أبناء مدينة الإسكندرية الأصليين ضمن محاولة تكوين أرشيف شفهي للموسيقى المنتجة محلياً فيها منذ بداية موجة الهجرة الكبرى نهاية القرن التاسع عشر في سياق مشروع أكبر عن التركيبة السكنية الموجودة في المدينة قبل موجة الهجرة نفسها، وعبر تتبعّ الموسيقى كمدخل أول للبحث.

يأتي المشروع كجزء من الدراسات الأرشيفية التي قدّمتها الباحثة، واهتمت خلالها بالطبخ وأنشطة اجتماعية وثقافية عدّة لدى أبناء الإسكندرية، ومنها "إسكندرية/ بيروت"، كما أنشأت وأنشئت مدونة تعنى بالحديث غير الأكاديمي عن إثنوغرافيا الطعام.

المساهمون