"الاحتجاج الشعبي في فلسطين": تأريخ المقاومة الشعبية

11 أكتوبر 2018
من الانتفاضة الفلسطينية الأولى
+ الخط -
في عام 2015، أصدر الأكاديميان الفلسطيني مروان درويش والبريطاني أندور ريغبي كتابهما "الاحتجاج الشعبي في فلسطين: المستقبل المجهول للمقاومة غير المسلحة"، اللذان عرضا فيه تاريخ النضال الفلسطيني السلمي غير المسلّح ضد الاحتلال الصهيوني، مكرّساً البحث لأسباب تطور هذه الظاهرة في فلسطين وعارضاً عوامل استمرارها وشروط نجاحها.

عن "مؤسسة الدراسات الفلسطينية" في بيروت، صدرت حديثاً النسخة العربية من الكتاب، الذي يقدّم مراجعة شاملة وتحليلاً عميقاً لأهمية المقاومة المدنية (الشعبية) وغير المسلحة داخل الحركة الوطنية الفلسطينية. وفي حين يركز على حركة المقاومة الشعبية الراهنة في الأراضي المحتلة، فإنه يقدم أيضاً مراجعة تاريخية لتسلسل المقاومة المدنية غير المسلحة عبر تاريخ النضال الوطني الفلسطيني.

يلقي المؤلّفان الضوء على جانب من جوانب النضال الفلسطيني لم ينل حقه من التقدير، من خلال التركيز بصورة خاصة على نشاط حملة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات، وعلى دور الناشطين المنتمين إلى حركة التضامن الدولي داخل الأراضي المحتلة وخارجها، وعلى الأنماط المتباينة للمشاركة، والتي طورتها الهيئات الدولية الراغبة في التصدي لجذور الصراع.

ويشيران إلى أهم التحديات متمثلة بعدم وضوح استراتيجية المقاومة الشعبية وضعف التنسيق بين مختلف الشبكات الاجتماعية الحاضنة لها، ما يقلّص من قدرتها على تحقيق النتائج المرجوّة منها، ويسلب منها زمام المبادرة ويضعها في خانة رد الفعل على جرائم العدو، إلى جانب اتساع الفجوة بين القيادة الفلسطينية وجماهيرها في ضوء الانقسام بين القوى السياسية الوطنية، والذي يؤدي إلى تنامي ظاهرة المبادرات الفردية، المسلحة منها، كحالة "انتفاضة السكاكين".

يبحث درويش وريغبي آليات تطوير استراتيجية مقاومة موحّدة، والتي تفرض أولاً توافر إرادة قيادة سياسية ملتزمة بتقديم الدعم للمقاومة والاستفادة من النجاح الذي حققه الشعب الفلسطيني في المسار النضالي الشعبي (القيادة الوطنية الموحّدة في الانتفاضة الأولى نموذجاً).

يوضّح الكتاب بأن تحقيق هذا السيناريو يستدعي خلق حالة تُصبح فيها التكاليف المالية، السياسية، الدبلوماسية والاقتصادية عبئاً ثقيلاً على فئات الشعب والإدارة السياسية للاحتلال، وأن يصبح العنف الذي يقوم الاحتلال على أساسه أكثر وضوحاً مما يؤدي إلى توسيع دائرة المتضامنين مع الشعب الفلسطيني في جميع أنحاء العالم.

المساهمون