مقدّمة لا بدّ من تسجيلها مع خبر إعلان نيلها "جائزة الإبداع اللبناني" اليوم، لما تقوم به من "عمل جدي وحداثي وتنظر إلى المستقبل في كل ما تقوم به"، بحسب بيان "المنتدى الثقافي اللبناني" في باريس، الذي يمنح تكريمه سنوياً لمبدع لبناني وآخر عربي.
وأضاف البيان "أكثر من ذلك هي شخص يكتب كما يفكر، ويتميّز بصدق كبير جداً. هذه العناصر مجتمعة هي ما دفعنا لمنحها الجائزة".
ولدت صاحبة "أصل واحد وصور كثيرة.. ثقافة العنف ضد المرأة " (2002)، في بلدة كفر تبنيت شرقي مدينة النبطية، ونالت شهادة "دار المعلمين والمعلمات" في بيروت عام 1966، وابتدأت مسيرتها في التدريس بعد ذلك في فترة كان لبنان يعيش فترة صعود تيارات سياسية عديدة، فاختارت أن تنتمي إلى اليسار.
شكّلت هزيمة حزيران عام 1967 محطّة مفصلية لديها، إذ قرّرت أن تتوّجه لدراسة أزمات العالم العربي، لذلك لم يكن غريباً أن تضع أطروحة رسالة الدكتوراه الأولى بعنوان "حول الاشتراكية العربية" عام 1981، وكانت قبل ذلك قد أصدرت ترجمة لكتاب جورج بوليتزر "مبادئ أوليّة في الفلسفة" (1978).
انتقلت بعد ذلك للتدريس في "معهد الإنماء العربي" في بيروت، وهناك أنجزت مجموعة من الأبحاث في نقد الفكر القومي العربي، وواصلت العمل فيه مدرسة ومديرة حتى غادرته عام 1994، حيث أعدّت دكتوراه ثانية بعنوان "الثقافة والأيديولوجيا في الوطن العربي بين الستينيات والتسعينيات".
ركّزت اهتماماتها لاحقاً على قضايا المرأة، وتحوّلت إلى البحث في حقوقها وتاريخ الحركات النسائية من خلال عملها خبيرةً في منظمة "الإسكوا"، و"برنامج الأمم المتحدة الإنمائي -UNDP"، حيث أشرفت على العديد من المشاريع والمبادرات، كما أصدرت العديد من المؤلّفات في هذا السياق، منها "آلام النساء وأحزانهن؛ العنف الزوجي في لبنان" (2008).
يذكر أن المنتدى قد منح جائزته للإبداع اللبناني خلال السنوات السابقة لعدد من الكتّاب والفنانين منهم: عباس بيضون، ونجوى بركات، وعيسى مخلوف، وعلي حرب، ورشيد الضعيف، وحسن داود، ووديع سعادة، وعبد الرحمن الباشا، وسمير قصير.