في إطار المساعي التي تقوم بها وزارة الأوقاف المصرية للحدّ من الزيادة السكانية، قرر وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، إنشاء قوافل دعوية من قبل وزارة الأوقاف للمرور على المحافظات للتوعية بشأن الزيادة السكانية وسبل الحد منها، وكلف مدير إدارة المساجد الأثرية محمد البسطويسي بإعداد خطة لقوافل التوعية بالقضية السكانية.
وتستعد وزارة الأوقاف بالتعاون مع وزارة الصحة والشباب والرياضة، لإطلاق سلسلة من اللقاءات والندوات والمحاضرات، سواء بالأندية الرياضية أو المساجد، بالإضافة إلى وجود أعداد من تلك القوافل داخل العيادات الصحية بالقرى والأرياف لمواجهة الزيادة السكانية والحد منها، على أن يتم دعم تلك القوافل الدينية عبر خلال وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية، حتى يتقبل المواطن دعوة تلك القوافل، خاصة في القرى والأرياف.
ويرى أحد المسؤولين بوزارة الأوقاف أن الوزير اعتاد على إقحام الوزارة في كل شيء، سواء كان ذلك في إطار ديني أو دنيوي، وأنه يحاول مجاملة النظام بالكامل من أجل الاستمرار في منصب كرسي الوزارة، إذ إنه اعتاد على التدخل في شؤون المساجد أكثر من مرة، والآن يحاول إقحام المساجد في أمور مخالفة للشرع والدين بالعمل على "تحديد النسل"، موضحاً أن الوزير يعي جيداً خطر ما يقول، ورغم ذلك يتمادى في السير في الاتجاه الخاطئ، ومعتبراً أنه لو كان بعيداً عن كرسي الوزارة لانتقد قرار تحديد النسل.
وأوضح المسؤول أن الوزير مختار جمعة يحاول استقطاب عدد من المسؤولين في وزارته تحت عباءته، ويدعمهم مادياً ومعنوياً، مقابل وقوفهم إلى جانبه في كل القرارات التي يتخذها وسيتخذها مستقبلاً، مشيراً إلى أن ملف "تحديد النسل" هو ضمن مسؤولية وزارة الصحة وليس الأوقاف.
واعتبر المسؤول أن ما يقوم به وزير الأوقاف حالياً هو "شو إعلامي" يريد من خلاله الظهور في وسائل الإعلام ومن خلال خطبه المنبرية، ويحاول إثارة الرأي العام عبر قرارات لا أساس لها، والتدخل في كثير من الملفات التي يجب ألا يتدخل فيها.
وأضاف أن العدد الذي قرّر الوزير الاستعانة به من خلال تلك القوافل، والذي يصل إلى ما يقرب من 500 داعية وواعظة دينية بالمرور على المحافظات عدد غير كافٍ، مشدداً على أن الوزير يحاول إصدار القرارات والأوامر اليومية بصفة مستمرة، من دون دراستها أو مناقشتها بطريقة جيدة من قبل المسؤولين كافة بالوزارة.
وأوضح رئيس لجنة الفتوى الأسبق بالأزهر الشيخ عبد الحميد الأطرش، أن تلك القرارات مخالفة للشرع، مشيراً إلى أن الله سبحانه وتعالى "خلق الجنين" وأمر الملك أن يكتب رزقه وأجله، فكل مخلوق له رزقه المقدر على حسب ما يسّر الله من الأسباب، متسائلاً: كيف لنا أن نبيح تحديد النسل خوفًا من ضيق العيش؟ والله سبحانه المتكفل بالرزق والقادر على كل شيء، معتبراً القول بإباحة تحديد النسل مخالف للشريعة، وبالتالي لا طاعة للمخلوق في معصية الخالق، فالثروة البشرية بصفة عامة نعمة لا نقمة.
ورأى أن سَنّ أي تشريع يقضي بتحديد النسل في مصر لن ينجح، وأن المجتمع ليس بحاجة إلى مزيد من القوانين بقدر ما هو بحاجة إلى نشر الوعي الديني الصحيح الذي يتعلق بالقضايا الاجتماعية.