"الأوقاف" المصرية تحرّض ضدّ احتجاجات يناير

09 ديسمبر 2015
من مسيرات الذكرى الرابعة لثورة يناير (أحمد إسماعيل/الأناضول)
+ الخط -

باتت الذكرى الخامسة لثورة يناير المصرية بمثابة صداع رأس للنظام المصري الحالي، لدرجة انه كرّس مختلف أجهزة الدولة ووزاراتها لمواجهة الدعوات المتعلقة بالتظاهر في 25 يناير/كانون الثاني المقبل.

وعلى صعيد المواجهة الأمنية، أعلن مساعد وزير الداخلية للأمن العام، كمال الدالي، أن الوزارة استعدت بشكل كامل لمواجهة تلك الدعوات، عبر غرفة عمليات مركزية بإدارة الأمن العام لرصد أي تحركات تتجه نحو الأماكن العامة. وأشار مساعد الوزير، الذي تنتهي ولايته اليوم لبلوغه سن المعاش، في تصريحات صحافية، إلى أن تلك الدعوات ستواجه بـ"حزم".

من جهة ثانية، يصر النظام المصري على الزجّ بالمؤسسات الدينية في الصراع السياسي مع معارضيه، إذ دخلت وزارة الأوقاف المصرية على خط معركة النظام مع معارضيه، بحيث خصصت الوزارة خطبة الجمعة المقبلة بالمساجد للتصدّي لدعوات إحياء الذكرى الخامسة للثورة بالتظاهر.

ونبّهت الوزارة على خطباء المنابر بضرورة "توعية المصلين بخطورة الدعوات الهدامة، التي أطلقتها جماعة (الإخوان المسلمين) للتظاهر في ذكرى ثورة 25 يناير"، بحسب منشور أصدرته الوزارة.

اقرأ أيضاً: مصر..محكمة ترفض تظلم "نشطاء يناير" وتؤيد منعهم من السفر

وتضمنت عناصر الخطبة، التي من المقرر توزيعها على خطباء وأئمة المساجد قبل يوم الجمعة، خطوطاً عامة أهمها "نعمة الاستقرار والأمن"، وتأكيد أن استقرار الوطن ضرورة شرعية، وتذكير المصلين بما آلت له الأوضاع في عدد من الدول المجاورة لمصر في المنطقة، مثل سورية والعراق وليبيا، بعد تعريض أمن بلادهم للخطر بسبب رغبة البعض في تغيير الأنظمة.

وتجدر الإشارة إلى أنّ مجلس الوزراء المصري برئاسة شريف إسماعيل كان قد وافق على صرف بدل بقيمة 1000 جنيه شهرياً للأئمة المعينين في الأوقاف ممن يؤدون الخطابة، الملتزمين بجميع تعليمات الوزارة في شأن خطبة الجمعة، وفي مقدّمتها عدم الخروج عن موضوع الخطبة وعناصرها التي حددتها الوزارة، وكذلك الالتزام بالزي الأزهري.

وينص القرار على الحرمان من البدل لكل من يتوقف عن الخطابة، أو من يترك مسجده دون إذن كتابي من الإدارة، كذلك من بدّل موضوع الخطبة أو ألقى الخطبة دون ارتداء الزي الأزهري.

من جهته، اعتبر عضو لجنة الفتوى السابق بالأزهر، الشيخ إسلام هاشم، "قرار الوزارة بتعميم الخطبة على أئمة المساجد حول كيفية التصدي لتظاهرات 25 يناير، بالتحريض على الحرب الأهلية باسم الدين". وتابع أن الوزير "صدّع رؤوس الناس بمواجهة التجارة بالدين، فيما يوظّف الدين اليوم لأغراض سياسية".

اقرأ أيضاً: مصر: السيسي يضمن ولاء الجيش بامتيازات اقتصادية غير مسبوقة 

المساهمون