"الأورو": الثقافة صدى لكرة القدم

انطلقت أمس في باريس "كأس أوروبا للأمم" في كرة القدم (المعروفة بـ "الأورو")، والتي تتواصل حتى العاشر من الشهر المقبل. وإذا كانت الأضواء ستتوجّه بالأساس إلى الملاعب، فإن الفعاليات الثقافية ستحاول أن تأخذ حيّزاً من هذه الأضواء حيث أن كثيراً منها قد أخذ صبغة كروية، بداية بحفل افتتاح ضخم شهدته الساحة المقابلة لبرج إيفل.

كثيرة هي المعارض والعروض والتظاهرات التي ستعرفها مدن فرنسية بموازاة "كأس أوروبا"، بعضها يحظى باهتمام أعلى السلطات الرسمية كما هو الحال بالنسبة للمعرض الوثائقي "كرة قدم الأساطير.. تاريخ أوروبي" وهو معرض افتتحه الرئيسي الفرنسي فرانسو هولاند ويحتضنه قصر بلدية باريس، كما جرت الإشارة أن هذا المعرض سيفضي لنشر كتاب يتضمّن مقولات في الحياة والرياضة والسياسة لثلاثين لاعباً يكرّمهم المعرض مثل الهولندي يوهان كرويف والألماني فرانز بيكنباور والفرنسي الجزائري زين الدين زيدان.

غير بعيد عن الأجواء الرسمية، يحتضن مقرّ "الأرشيف الوطني" في باريس معرضاً بعنوان "كرة القدم.. قضية دولة"، وهو معرض يكشف حضور كرة القدم في وثائق رسمية على أعلى مستوى، ومن خلاله تظهر المصالح التي يراهن عليها السياسيون من خلال فوز فريق بالكأس أو من خلال نيل حقوق تنظيم مسابقة.

لن تقتصر "المواكبة الثقافية" لكأس أوروبا على المعارض، إذ إن مسرحيات ستُعرض خلال أيام الدورة تستعير من كرة القدم مفرداتها مثل مسرحية "السيد أرمان المعروف بـ غارينشا" لـ إريك إلموسنينو بداية من يوم 16 الشهر الجاري في مسرح "فورفيار" في مدينة ليون. يستعيد المخرج الفرنسي حياة اللاعب البرازيلي غارينشا باعتباره أحد أكبر المواهب في التاريخ من دون أن يعيش حياة تكافئ موهبته.

عمل مسرحي آخر قريب من عالم كرة القدم سيقدّمه سولال بولودنين بعنوان "إيطاليا البرازيل 3-2" للمخرجة ألكساندرا توبيلايم، والذي سيُعرض في باريس بداية من 19 الشهر الجاري. ينقلنا العمل إلى حياة أسرة صقلية وهي تشاهد إحدى أشهر مباريات كرة القدم في التاريخ، تلك المباراة التي جمعت إيطاليا بالبرازيل عام 1982.

أما موسيقياً، فتشهد قاعة "فيلهارموني" في باريس يوم 21 حزيران/ يونيو نقلاً مباشراً للمباراة التي ستجمع بين إسبانيا وكرواتيا. العرض لن يصاحبه تعليق رياضي وإنما عزف تؤديه "الأوركسترا السيمفونية لباريس".