تحت عنوان "الأنباط على شواطئ البحر الميت"، يُلقي عالم الآثار اليوناني ورئيس "الجمعية اليونانية لدراسات الشرق الأدنى"، كونستانتينوس د. بوليتيس، محاضرة حول العمل الميداني الأثري في "خربة قزون" بالقرب من منطقة البحر الميت؛ في "المركز الأميركي للدراسات الشرقية" بعمّان، عند السادسة من مساء الثلاثاء المقبل.
وبحسب المنظّمين، فإن المواقع القديمة التي ظهرت مؤخّراً على ساحل البحر الميت تكشف عن شكل الحياة اليومية العادية للنبطيّين منذ حوالي ألفي عام، كما تشير النصوص القديمة أيضاً إلى العلاقات الوثيقة التي كانت تربطهم بجيرانهم في الشمال الغربي، والتي وصلت إلى حد التزاوج، وهي إحدى الجوانب التي سيناقشها المحاضر، إلى جانب حديثه عن منطقة البحر الميت في السياق الأوسع للعالم النبطي المتطوّر.
تقع مقبرة "خربة قزون"، موضوع المحاضرة، بالقرب من مقبرة باب ذراع التاريخية في منطقة الأغوار، والتي تعود إلى العصر البرونزي المبكر، أي ما بين 2900 إلى 3200 قبل الميلاد، كما مرّت عليها الفترات البيزنطية والرومانية وصولاً إلى الإسلامية المتأخرة.
تميّزت المنطقة بموقع استراتيجي على الطريق التجارية التي كانت تربط حضارة الأنباط والبتراء ووادي عربة ومنطقة الأغوار والبحر الميت والكرك، وصولاً إلى باقي المناطق في الدول المجاورة.
بدأ التنقيب في هذه المنطقة منذ نهاية التسعينيات واكتُشفت فيها مومياوات يبلغ عمرها أكثر من 1700 عام، إلى جانب أدوات صوانية وحجرية وأوانٍ فخارية ونقوش وأرضيات فسيفسائية، وألبسة تُعرف عند الإغريق بالتونيكا، كما عثر فيها على شظايا جنائزية أربعة منها كانت منقوشة باللغة النبطية، إضافة إلى مخطوط بردي منقوش باللغة اليونانية يذكر أسماء النبطيّين وملكية الأراضي ويعود تاريخها إلى القرنين الأول والثاني الميلادي.
اشتملت اللقى أيضاً على منسوجات محفوظة جيداً، إلى جانب مكتشفات أخرى يرجع تاريخها إلى القرن الأول حتى الثالث الميلادي، وهناك أيضاً مرحلة مسيحية مبكرة (القرن الرابع إلى السادس) تضم الاكتشافات فيها على بقايا كنيسة.