"الأقرباء" لـ جون إنغراهام.. قصة شجرة الحياة بالعربية

23 فبراير 2020
بيت موندريان/ هولندا
+ الخط -

حاول كثير من الدارسين بعد داروين، التكهّن بالعلاقات التطوّرية بين الأنواع المختلفة، بما في ذلك صلاتنا بأشكال الحياة المتنوعة والكائنات الدقيقة التي نعرفها اليوم باسم الميكروبات. في السبعينيات اكتشف علماء الأحياء طريقة لتأسيس هذه القرابة، وبدأ عصر جديد مع اكتشاف لينوس بولينغ أن كلّ بروتين في أيّ خلية يحتوي على خزّان ضخم للتاريخ التطوّري.

فتَح اكتشاف بولينغ مساراً جديداً للبحث غيّر الطريقة التي يفكّر بها علماء الأحياء، ومنهم عالم الأحياء الأميركي جون إل. إنغراهام (1924)، وأحد أبرز المفكّرين في علوم الأحياء الدقيقة الأحياء اليوم، يروي قصة هذه الاختراقات في تطوّر الكائنات، ويشرح تاريخها بهدف فهم تاريخ الميكروب وعلاقته بجميع الكائنات الحية على الأرض.

يتناول المؤلّف في كتابه "الأقرباء، كيف تعرّفنا على صلات القرابة بين الميكروبات وسواها من الكائنات" الذي صدر مؤخراً عن سلسلة "عالم المعرفة" بترجمة إيهاب عبد الرحيم علي، القرابة الخفية بين الكائنات من أصغر بكتيريا إلى الحوت الأزرق. ويصف عمليات الاكتشاف القديمة وتلك الحديثة، وقصة البكتيريا وحقيقة النواة من الطحالب والفطريات، وصولاً إلى البشر.

تمتدّ هذه الحكاية الشاملة التي يقصّها العالم من بداية الحياة على الأرض إلى يومنا هذا، وفي بعض الأحيان تلقي نظرة على المستقبل، كما لو كانت رواية حول بداية الحياة واكتشاف الحمض النووي، ثم محاولات العلماء في إيجاد علاج الأمراض، واكتشاف الجينات ثم التنبؤ بالكوارث البيئية الوشيكة.

بأسلوب ممتع ودقيق، يفكّك الكاتب العلاقات بين أنواع الحياة العديدة ويفكّر في الكيفية التي حاول العلماء بها تصميم مسار التطور، ويتتبّع التطوّرات العلمية لعالم الأحياء المجهرية، دون أن ينسى سرد الكثير من الحكايات الشخصية عن العلماء المشاركين في هذه الأبحاث التي كان الكاتب جزءاً أساسياً منها، ليكشف إنغراهام عن تاريخ علم الأحياء الدقيقة والبيولوجيا الجزيئية، وتطوير التكنولوجيا الوراثية.

يأتي الكتاب في ثلاثة فصول، كلّ منها يتضمّن عدّة أبواب؛ الأول هو "اكتشاف شجرة الحياة"، ويتضمّن أبواب: فروع الشجرة الميكروبية، العلاقات بين الكائنات الحية، أدخل الحمض النووي، حجر رشيد، من جذور الشجرة إلى فروعها.

الفصل الثاني بعنوان "الشكوك والمضاعفات"، ويشمل: جينات من الجيران، هل يمكن لخلية أن تقول لا؟ وهل يمكن الوثوق بالشجرة؟ أما الفصل الثالث، فعنوانه "فهم شجرة الحياة" ويضمّ بابيْ: شجرة الفاكهة البيئية، وبدايات الشجرة.

المساهمون