يخالف الباحث زيدان علي جاسم النظريات اللغوية الغربية المتعلقة بموت اللغة الأولى واندثارها وصعوبة التعرف عليها، ويرى أن اللغة العربية هي الأقرب إلى اللغة الأولى. منذ طرحه هذه النظرية في 2016 وهو يثير الجدل، إذ اعتبر بعضهم أنه يخالف الدراسات اللسانية التاريخية المحكمة والمنضبطة.
مؤخّراً، صدر عن "المنتدى العربي للعلاقات الدولية" في الدوحة كتاب "الأصول العربية للغة الإنكليزية وأخواتها الهندربية"، ويأتي على غلاف الكتاب أنه "نقطة فاصلة في علم اللغة النظري عموماً والتاريخي خصوصاً، من حيث دراسة العلائق الوراثية بين اللغات ومنزلة العربية السامية فيها".
يربط المؤلف اللغات الإنكليزية والفرنسية والألمانية والهندربية (Indo-European) كافة باللغة العربية، ويرد أصولها إليها صوتياً وصرفياً ونحوياً ودلالياً.
تعتمد منهجية الكتاب على نظرية الجذر اللغوي، وتختلف
هذه عن المنهجيات الغربية المقارنة التي تنكر بإصرار علاقة لغاتها بالعربية. يرى المؤلف أن في ذلك إجحافاً وخطأً؛ لقيامه أساساً على بناء نظري وتحليلي خاطئ. ثم يقدم أطروحته الأساس بأن العربية في الحقيقة هي "أرومة" تلك اللغات.
وبالرغم من أن النظرية سابقة من نوعها، وذهب باحثون إلى أن الأمثلة التي تناولها جاسم سابقاً لا تكفي، فإن الناشر اعتبر في تقديمه للكتاب أنها أطروحة جدلية قد تثير "نقاشاً موسعاً يسهم في تطويرها وتهذيبها، أو دحضها وتبيان عيوبها، رغبة منه في أن يثري النقاش الدراسات اللغوية العربية المعاصر ويخرجها من ركودهاً".
أما الكاتب فيرى أن نظريته تتفق مع الدراسات الأخرى القائلة بأن جميع اللغات تنحدر من لغة واحدة في الأصل، وأن بداية هذا القول توجد في علم اللغة التاريخي المقارن الذي قسم أصول اللغات إلى حامية وسامية وآرية، ولكنه يختلف مع تلك الدراسات في قولها بأن اللغة الأولى ماتت واندثرت.