"الأدب المقارن والهويات المتحركة" دعوة إلى دراسات عربية

07 يناير 2019
(محمد المليحي)
+ الخط -
أصدرت "جامعة الرباط" مؤخراً كتاب يتضمّن مجموعة من الدراسات المقارنة وأبحاث أدب المهجر تحت عنوان "الأدب المقارن والهويات المتحركة"، وبإشراف الباحثيْن المغربييْن فاتحة الطايب وإدريس اعبيزة.

يأتي الكتاب في سياق عامٍ تتأخر فيه الدراسات المقارنة المنشورة بالعربية، والتي تتعلّق إما بالأعمال الأدبية العربية نفسها، أو وبآداب أخرى غير أوروبية.

كما أن هذه الدراسات غالباً لا يجري تقديمها إلا في سياق الأطروحات الدراسية وليس من باب الإنتاج النقدي بالعموم، دون إغفال أن الثقافة العربية عرفت أسماء قليلة ساهمت في هذا الصدد من بينها كمال أبو ديب، وحيدر محمد خضري، وسعيد علوش، وماري تيريز عبد المسيح، وعبد المجيد حنون.

يضمّ العمل الأوراق التي طرحت خلال مؤتمر أقامه مختبر "الدراسات المقارنة" وماستر "الأدب العام والنقد المقارَن" بعنوان "الأدب المقارن والهُوّيات المتحرِّكة.. أدب الهجرة والمنفى"، بالتعاون مع "جامعة محمد الخامس" و"المركز الوطني للبحث العلمي والتقني" وكلية الآداب والعلوم الإنسانية في الرباط.

من الباحثين المشاركين بأوراقهم في الكتاب، إلى جانب الطايب واعبيزة، حسن الطالب وعبد النبي اصطيف ومحمد الداهي وأنور المرتجى ومزوار الإدريسي وحميد الإدريسي ونورة لغزاري وإبراهيم الحجري وتلكماس المنصوري ومحمود طرشونة وشرف الدين ماجدولين والعربي قنديل.

تناولت أوراق الكتاب عدّة محاور متشعبة في جغرافيتها وزوايا النظر فيها، حيث تطرّق الكتاب إلى ضرورة وجود مقاربة مقارنة تستوعب التعددية الثقافية والتعددية اللغوية في العالم العربي. باتباع خطوات نظرائهم في بعض الدول القومية التي، لأسباب غير أدبية، أهملت تنوع ثقافتهم وتعدد اللغات في مجتمعهم،

علاوة على ذلك، هناك العديد من الكتاب العرب، والكتاب ينحدرون من أصول عربية أنتجوا قدراً كبيراً من الكتابات في اللغات الحية الأخرى مثل الفرنسية والإنجليزية والألمانية والإسبانية والإيطالية والبرتغالية، ودراسة مجموعة من كتاباتهم تتطلّب مراعاة طبيعتها متعدّدة الثقافات واللغات.

تلفت مقدمة العمل إلى أن تاريخ الأدب المقارن في الجامعات العربية متكسر الحلقات لا يسير في جميع البلدان العربية وفق سيرورة تطور تصاعدية في تفاعل مع مستجدات حقل الدراسات المقارنة العالمي.

تنقسم دراسات الكتاب بين ثلاثة محاور: الأول"ثابت ومتحوّل مفهوم الأدب الوطني في ظلّ حركات الهجرة"، والثاني "دور الدراسات الأدبية المقارنة في إضاءة خصوصيات أدب الهجرة والمنفى والدياسبورا"، والثالث "الكيفية التي ينبغي بها ترجمة العالم الثالث".

عناوين الأوراق التي يضمها العمل هي "قضايا أدب الهجرة والمنفى وإشكالاته النّظرية" لحسن الطالب، و"الأدب العربي المهجري الجديد" لعبد النبي اصطيف، و"تجربة إدوارد سعيد بالمنفى" لمحمد الداهي، و"جمالية المنفى وسياسة الهجنة بمقاربة ما بعد استعمارية" لأنور المرتجي.

أما مزوار الإدريسي فكتب "في تمثيل معيش الهجرة في "الوصية السابعة" لحسَين مجدوبي"، وشارك حميد الإدريسي بورقة عنوانها "سيميوطيقا النص والذاكرة في "حقيبة في يد مسافر ليحيى حقي"، وتناولت نورة لغزاري "محرقة الهجرة الكبرى انطلاقاً من تجربة جواد الأسدي في مَسْرَحَة المنفى".

وتحت عنوان "موضوع الرواية المهجَريّة والهويات العربية المتصدّعة" شارك إبراهيم الحجري، وكتب تلكماس المنصوري "المتخيَّل السردي للقصة القصيرة الأمازيغية المغربية بهولندا"، وتناول محمود طرشونة "أدَبَا الهجرة المكتوبين باللغتين العربية والفرنسية".

الناقد شرف الدين ماجدولين تناول "الدياسبورا السورية المعاصرة"، وتطرق العربي قنديل إلى "أدب الهجرة والمنفى من منظور الدرس المقارَن"، بينما بحثت فاتحة الطايب في ترجمة العالم الثالث.

المساهمون