واعتبرت الصحيفة أن "هذا تعبير عن إحباطات شبابية في غزة التي تصل فيها نسبة البطالة إلى 65 في المائة". ولنقل هذا الواقع الذي يعيشه الجيل الفلسطيني الشاب في قطاع غزة المحاصر تذكر الصحيفة بقصة "عمر أبو قصمان، فلم يمض يوم على إصابته بطلقة في فخذه حتى عاد إلى حدود غزة مع إسرائيل (فلسطين المحتلة)، فلم يأبه أن الطلقة وصلت إلى الركبة، فيوم الجمعة كان عمر ابن الـ30 سنة، يستخدم عكازًا عند أحد الخيام القريبة بنحو مئة متر من الحدود. ويقول عمر: سأبقى هنا، مستعد للتضحية بحياتي من أجل وطني".
واعتبرت إنفارماشيون أنه "حتى الآن لم تستطع ردود الجيش الإسرائيلي وقف الاحتجاجات الكبيرة للشباب الفلسطيني عند الحدود"، مضيفةً "هذا الذي يجري هو جزء من "مسيرة العودة الكبرى" التي انطلقت بين الشباب قبل أسبوعين تقريباً، هؤلاء يؤكدون أنهم مصرون على مواصلة طريقهم غير العنفي لإعادة التركيز على قضيتهم".
وذكّرت إنفارماشيون بأوضاع الشباب الخريجين من الجامعات "نحن نكبر محاصرين في مخيمات لجوء، ليس لدينا أي أمل، الشعب ليس لديه شيء ليخسره"، يقول الشاب أحمد حلس.
في "المنطقة العازلة" قرب الحدود، وليس بعيدًا عنها أكثر من 400 متر "نجد محمد جندية في خيمة بلاستيكية مراقبا أرضا زراعية صغيرة فيها بعض البامية، حيث يمنع الإسرائيليون زراعتها حتى تبقى جرداء وسهلة المراقبة، فيقومون بتدمير كل شيء قريب". بالنسبة لهذا العجوز الفلسطيني فقد رأى الدبابات تدمر أرضه مرات عدة خلال السنوات التسع الماضية.
وذكّرت "إنفارماشيون" القراء بحكاية يوم الأرض وسلب أراضي الفلسطينيين وارتباطها بإصرار الفلسطينيين "على العودة إلى مدنهم وقراهم التي هجروا منها بعد إقامة إسرائيل في 1948، وكان هؤلاء نحو 750 ألف مهجر".
ونقلت الصحيفة في تقريرها أن غزة "المحاصرة لأكثر من 10 سنوات من إسرائيل ومصر، فحتى الكهرباء لا تعمل لأكثر من 4 ساعات والمياه غير صالحة للشرب وشاطئ ملوث والأمم المتحدة تحذر من انتشار أوبئة كما أعلن قبل ثلاثة أسابيع مبعوث الأمم المتحدة لعملية السلام، نيكولاي ملادينوف عن اقتراب غزة من حافة انهيار".
وتعود لتذكر كيف أن "(الرئيس الأميركي) دونالد ترامب قال سابقا إن بلده سيوقف 80 في المائة من ميزانية الأونروا التي تدير للأمم المتحدة كل القطاعات من المدارس إلى الصحة وبرامج تغذية".
تحدثت "إنفارماشيون" مع طلبة وخريجين من جامعات غزة عن الأوضاع التي يعيشها هؤلاء بعيدا عن الأحلام "التي يستحيل تحقيقها في ظل الحصار... فالطلاب ليس لديهم أجوبة على أحلامهم"، كما يذكر الكاتب وأستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر بغزة، عاطف أبو سيف، وهو منسق عن حركة "فتح" في "مسيرة العودة الكبرى".
وأعادت الصحيفة تذكير القراء بمساحة قطاع غزة، مقارنة بجغرافية بلدهم، وكيف أصبح حالها بعد حرب 2014 "فمنظمة الصحة العالمية تقدر أن 20 في المائة من شعب غزة يعاني من مشاكل صحية نفسية، وحذرت الأمم المتحدة خلال العامين الماضيين من زيادة التفكير بالانتحار، وخلال الشهرين الأولين من 2017 كان هناك 120 محاولة انتحار، وهو ما يؤكده يامن المدهون منسق حقوق الإنسان في مجموعة الميزان الفلسطينية".
وأكد المدهون أن "هذه الظاهرة لم تكن موجودة في السابق، وهو يتحدث إلينا كانت طائرات بدون طيار تحوم فوقنا حيث شاهدنا الناس تطل من شرفاتها لتراقب توجه الطائرات". وبالنسبة للمدهون فإن مرور الطائرات تعبير عن "حياتنا تحت ضغط متواصل، برا وجوا وبحرا، فحتى صيادو غزة مطاردون بإطلاق النار من قبل البحرية الإسرائيلية والمصرية بالتزامن إن أبحروا أكثر من 1500 متر بعيداً عن الشاطئ". وحذر المدهون من واقع غزة الضاغط "فالناس هنا يوضعون تحت التجربة: كم يستطيع الناس الاستمرار بشكل طبيعي بالضغط النفسي والسياسي والاقتصادي والاجتماعي، على سبيل المثال هناك أكثر من 40 ألف ملاحق قانونيا بسبب الديون".
واعتبرت الصحيفة أن "دور السلطة في رام الله وسياساتها تزيد واقع غزة مأساوية بتهديد بالرواتب وخطوات عقابية، فوق هذا الواقع السيئ".
اللافت في تغطية "إنفارماشيون" أنها طرحت سؤالاً عن "استغلال حماس لكم في تحركاتها على الحدود؟" ليكون الجواب "كل من تحدثت معهم انفارماشيون يقولون إن المبادرة جاءت من الشباب الذين نشطوا على وسائل التواصل الاجتماعي بعد إعلان (الرئيس الأميركي) دونالد ترامب عن نقل السفارة إلى القدس (المحتلة)، وتعيد منظمة الميزان للحقوق تأكيد ذلك، فهي منظمة تنتقد أيضا حركة حماس، لكنها تؤكد أن الاتهامات بأنها هي التي تحشد ليست صحيحة، فيؤكد منسق حركة فتح عاطف أبو سيف أن الأمر عبارة عن تنسيق بين التنظيمات ومنظمات المجتمع المدني فكل الشهداء أتوا من مختلف الاتجاهات، ويبدو أن الأمر سيتصاعد أكثر إذا نقل ترامب السفارة".