وقال الأمير السعودي خالد بن فرحان آل سعود، المنفي في ألمانيا، للصحيفة، اليوم الجمعة، إنّ السلطات السعودية خططت لاختطافه بطريقة مماثلة، قبل 10 أيام من حادثة خاشقجي. ويعتقد أنّ هذا التصعيد السعودي يأتي في إطار قمع معارضي ولي العهد محمد بن سلمان.
وتابع الأمير، البالغ من العمر 41 عاماً، بقوله إنّ السلطات وعدت عائلته "بمبلغ كبير" والملايين من الدولارات إذا وافق على السفر إلى مصر للقاء مسؤولين في القنصلية السعودية في القاهرة. وقيل له إنّ السلطات السعودية علمت أنّه في أزمة مالية وأنّها "تريد المساعدة".
وخاشقجي الكاتب في صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، دخل إلى القنصلية السعودية في إسطنبول بتركيا في 28 سبتمبر/أيلول، في أول محاولة لتخليص بعض الأوراق الروتينية، وطُلب منه العودة في الأسبوع التالي، حيث دخل القنصلية مرة أخرى، يوم الثلاثاء 2 أكتوبر/تشرين الأول الحالي، ولم يعد.
— Bel Trew (@Beltrew) October 11, 2018
" style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
— Bel Trew (@Beltrew) October 11, 2018
|
وأضاف بن فرحان أنّ خمسة أمراء من أحفاد الملك عبد العزيز، حاولوا التعبير عن عدم رضاهم عن اختفاء خاشقجي، وحملة القمع الجارية، في اجتماع مع السلطات السعودية، كاشفاً أنّ هؤلاء الأمراء محتجزون الآن، ومكانهم لا يزال مجهولاً.
وقال "لقد طلبت مني السلطات السعودية الاجتماع بهم أكثر من 30 مرة في السفارة، ولكن رفضت كل مرة. أعلم ما يمكن أن يحدث إن دخلت إليها"، مضيفاً أنّه "قبل نحو عشرة أيام من اختفاء جمال، طلبوا من عائلتي إحضاري إلى القاهرة لمنحي الأموال، ولكنني رفضت".
وأكد وجود العديد من الأمراء في السجون السعودية حالياً، قائلاً إنّه "قبل خمسة أيام فقط حاولت مجموعة زيارة الملك سلمان، معبّرين عن خوفهم على مستقبل آل سعود، مشيرين إلى قضية خاشقجي، تم اعتقالهم جميعاً".
وبالإضافة إلى الأمراء المعتقلين هذا الأسبوع، هناك على الأقل خمسة آخرون مفقودون على الأرجح، وفقاً للصحيفة.
فقد اختفى الأمير عبد العزيز ابن الملك الراحل فهد، العام الماضي، وسط إشاعات أنّه تحت الإقامة الجبرية، وذلك عندما احتجز محمد بن سلمان العشرات من الأفراد في فندق "ريتز كارلتون" بالرياض. وقال خالد بن فرحان إن عائلة عبد العزيز بن فهد، لا تملك أدنى فكرة عن مكان وجوده.
كما اختفى أيضاً الأمير خالد بن طلال، شقيق الملياردير السعودي الوليد بن طلال، الذي اعتُقل في ديسمبر/كانون الأول الماضي. وكما حال عبد العزيز بن فهد، لا أحد يعلم بمكان وجوده، وفقاً لـ"ذي إندبندنت".
واختفى أيضاً الأمير سلطان بن تركي، والذي قال مساعدوه، للصحيفة البريطانية، إنّه وصل إلى القاهرة على متن طائرة خاصة لرؤية والده، ولكنه اختطف ونقل إلى السعودية حيث انقطع خبره.
وفي الوقت الذي اختفى فيه سلطان بن تركي، عام 2016، اختفى أيضاً سعود بن سيف آل نصر، وهو من فرع أصغر من العائلة المالكة، وكان طالب علناً بإزاحة الملك سلمان. ويعتقد خالد بن فرحان أنّ سعود قد خُدع، حيث صعد طائرة سعودية خاصة أخذته إلى الرياض، بدلاً من وجهته روما.
كما اختفى الأمير تركي بن بندر، عام 2015، الذي عمل في الشرطة السعودية، ونشر تسجيلات مصورة ينتقد فيها النظام السعودي. ويعتقد خالد بن فرحان أنّ هذين الأميرين ميتان.
وبينما ترفض السلطات السعودية التعليق على الاتهامات في قضية خاشقجي، طالب وزير الخارجية البريطاني، جيريمي هانت، الجانب السعودي بالمعلومات، محذراً من أنّ السعودية "ستواجه عواقب وخيمة" إذا ثبتت الاتهامات التركية بمقتل خاشقجي.
وقال هانت إنّ "الأطراف التي وصفت نفسها بأنّها صديقة للسعوديين، يقولون إنّ الأمر شديد الجدية... إذا كانت هذه الادعاءات صحيحة، فسيكون لها عواقب وخيمة، لأنّ صداقتنا وشراكتنا مبنية على القيم المشتركة. إننا قلقون جداً".