"إخوان الجزائر" يواصلون هجومهم على "التيار العلماني"

06 مارس 2020
مقري: الحراك الشعبي حراك كل الجزائريين (رياض قرامدي/فرانس برس)
+ الخط -
يدفع "إخوان الجزائر" بالصراع السياسي والإيديولوجي في الساحة إلى أعلى سقف، بعد توجيههم اتهامات جديدة ومتكرّرة لما يصفونه بـ"التيار العلماني المتشدد" بمحاولة الهيمنة على الحراك الشعبي والسيطرة عليه، والتلاعب بالأهداف والغايات التي خرج لأجلها الجزائريون، وتحويلها لـ"وسائل لابتزاز ومساومة السلطة للحصول على مكاسب ومناصب سياسية".

وكرّر رئيس الحزب المركزي لـ"حركة مجتمع السلم" (إخوان الجزائر)، عبد الرزاق مقري، في مؤتمر لكوادر حزبه في مدينة وهران، غربي الجزائر، قوله إن "التيار العلماني يضم علمانيين وطنيين، هم شركاء لنا، وسبق لنا أن عملنا معهم، لكن هناك تيارا علمانيا متطرفا متسللا في مفاصل الدولة الجزائرية، وأنصاره يحاولون التشبث بالمناصب، لكنهم يظهرون المعارضة للنظام السياسي ويرفضون كل رأي مخالف لأفكارهم".

وأضاف مقري: "هؤلاء العلمانيون المتشددون يتحكمون بوسائل الإعلام وسلطة المال، وكل عوامل القوة، إلى درجة أنهم نجحوا في شراء ذمم جزء كبير من التيار الوطني، كما كانوا يقودون مؤامرة كبيرة ضد الوطن لولا الرجال الأوفياء ممن وقفوا في وجوههم".

واعتبر السياسي الجزائري أن "الحراك الشعبي هو حراك كل الجزائريين، وليس حكرا على أي طرف، ولا يمكن لأي تيار سياسي أن يصبغه بإيديولوجيا محددة أو يستعمله لغايات خاصة"، مضيفا أن "التيار العلماني اليوم يريد أن يُوهمنا بأنه هو الحراك، لذلك نقول له كلا، نحن لا نخافكم، إنما نخشى الصدام معكم فحسب".

وقال رئيس "حركة مجتمع السلم"، الذي التقى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون قبل أيام في إطار الحوار السياسي، إن "الحركة تبحث عن شركاء سياسيين حقيقيين، وتقع في كل مناسبة سياسية في حرج، إذ لا تجد منافسين غير أحزاب السلطة التي هي مجرد أجهزة للنظام".

وبرأي مقري، فإن الحزب المركزي لـ"إخوان الجزائر" كان "ضحية خلال الثلاثة عقود الماضية لكل محاولات التزوير والتلاعب السياسي"، وشدد على أن "النظام تسلّط على الحركة، وسلط عليها أبشع ممارسات التزوير، والتزوير لم يبدأ في عهد الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، لقد كان التزوير قبل ذلك بكثير".


وقال المحلل السياسي أحسن خلاص، لـ"العربي الجديد"، إن "عودة الصراع السياسي بغطاء إيديولوجي بين التيارات السياسية في البلاد يؤشر إلى عجز الطبقة السياسية في الجزائر عن إنجاز توافقات جدية حول المسائل الكبرى المرتبطة بالانتقال الديمقراطي، والعجز عن إنجاز الحد الأدنى من هذه التوافقات هو ما يدفع كثيرا من القوى للعودة إلى سياقات الصراع الإيديولوجي". 

ولفت خلاص إلى أن "السلطة في الجزائر كانت تستفيد في المطلق من وجود هذه الصراعات لتغليب طرف على طرف، وإضعاف قدرة قوى المعارضة على التوافق".

وتقابل اتهامات "إخوان الجزائر" باتهامات موازية من قبل "قوى تقدمية" للإسلاميين بالتواطؤ مع السلطة، حيث كان حزب علماني قد دعا، خلال مؤتمر "قوى البديل الديمقراطي"، الذي عقد قبل شهر، إلى "إقصاء الإسلاميين من الساحة السياسية"، وحمّلهم مسؤولية نجاح السلطة والنظام في الاستمرار "في التلاعب بتطلعات الجزائريين نحو الديمقراطية".​