لا تزال الثيمة الأساسية المهيمنة على المسرح العراقي منذ ثمانينات القرن الماضي هي الحرب ضمن تمثّلات متعدّدة، إذ ترجمت بعض الأعمال رؤية السلطة للمواجهات التي خاضتها على اختلاف الأنظمة المتعاقبة، وبعضها الآخر أدان جميع أشكال العنف وانتهاك حقوق الإنسان، وظلّت البقية تدور في ما يمكن تسيمته آثار الصدمة التي انعكست في جميع جوانب الحياة.
لم يطغ حتى اليوم موضوع آخر على الحرب، كما يبرز في معظم التظاهرات ومنها تظاهرة "أيام مسرحية عراقية" التي تنظّم فعاليات دورتها الأولى دائرة السينما والمسرح في وزارة الثقافة العراقية ابتداءً من الثامنة من مساء بعد غدٍ السبت وحتى السابع والعشرين من الشهر الجاري، وتتوزّع العروض المشاركة على "المسرح الوطني"، و"مسرح الرافدين"، و"منتدى المسرح" و"معهد الفنون الجميلة" في بغداد.
تُفتتح التظاهرة على خشبة "المسرح الوطني" بمسرحية "ساعة السودة" من تأليف مثال غازي وإخراج سنان العزاوي. يستند العمل إلى مفهوم المحاكاة الساخرة على صعيد الشكل والجماليات والآليات الأدائية في تجسيد علاقة بين حبيبين تنتهي بالزواج بما تفرضه اللحظة الراهنة من تشوّهات ومفارقات في المجتمع العراقي.
في الختام، تُعرض مسرحية "فلانة في بغداد" من تأليف هوشنك وزيري وإخراج حاتم عودة، وتتناول القهر الاجتماعي الذي يسعى إلى إثبات الأنا الشخصية بكل الوسائل، سواء أكانت مقبولة أم غير مقبولة في ممارسة الظلم على من هو أضعف، حيث تتشارك فلانة مع فلانات لا حصر لعددهن في التعرّض لمنظومة مركّبة من القمع.
وتشارك مسرحية "صباح ومسا" لـ عبد الجبار خمران من المغرب عن نص للمسرحي الفلسطيني الأردني غنام غنام حول شخصيتي المسرحية "صباح" و"مسا" اللتين تعيشان حالة من الضياع وعدم الاستقرار تترجمها حركة أجساد مكسورة ومثقلة بالهموم وبالبحث عن الذات.
كما يحضر خمران بعمل آخر هو "الخادمتان" بإخراج مشترك مع المسرحي العراقي جواد الأسدي، واللذين يعودان إلى نص الكاتب الفرنسي جان حينيه يحمل العنوان ذاته، وتخوض فيه خادمان صراعاً يفضي إلى اختيار القتل كخلاص وتحرّر من العبودية.
تُعرض أيضاً مسرحية "الأرامل" للمخرجة التونسية وفاء الطبوبي، ومن العراق تشارك "أمكنة إسماعيل" لـ إبراهيم حنون، و"بلا..." لـ نضال العطاوي، و"سلة شكسبير" لـ حليم هاتف، و"نساء في الجحيم" لـ هيوا سعاد، و"سكوريال" لـ إبراهيم حنون عن نص للمؤلف التشيكي ميشيل جورجريد، و"الأقوى" لـ إياد كاظم السلامي.