منذ ثلاث سنوات، أُطلق في تونس موعد جديد بعنوان "أيام الموسيقى العربية"، والذي تنطلق فعاليات دورته الجديدة مساء اليوم في مدينة سوسة التونسية، وهو من تنظيم "جمعية نادي السنباطي للموسيقى العربية" التي تأسست سنة 2001.
تخصّص كل دورة لموضوع بعينه، وستكون "الموسيقى المغاربية" محور الدورة الحالية من خلال تنظيم عرضيْن موسيقيّين ويوم دراسي ومائدة مستديرة حول التراث الموسيقي المغاربي.
في حديث مع "العربي الجديد"، تقول المنسقة العلمية للدورة، الباحثة التونسية عائشة القلالي، عن هذا الخيار: "إنه محاولة لتثمين التراث الموسيقي المغاربي وتأكيد الرابط الفني والحضاري بين بلدان المغرب العربي". كما تشير إلى أن التظاهرة تتطوّر من سنة إلى أخرى، حيث تشهد هذه السنة استضافة محاضرين أجانب لأول مرة. كما تعرف الدورة الحالية انخراط وزارة الثقافة التونسية وشركات خاصة ومؤسسات إعلامية في تنظيمها، وهو ما تعتبر الباحثة التونسية انعكاساً لـ"سعي الجمعية نحو تطوير خطتها الاتصالية".
ما الذي دعا إلى تنظيم هذه التظاهرة؟ تجيب القلالي: "نهدف إلى خلق موعد سنوي ثابت يجمع بين الباحثين والهواة والمحترفين في المجال الموسيقي لطرح مسائل معرفية وعلمية مختلفة".
وحول واقع الملتقيات العلمية التي تهتم بالموسيقى في العالم العربي، تقول محدّثتنا: "هنالك محاولات كثيرة لكنها تنحصر في تونس ولبنان ومصر. هذه البلدان تحاول منذ سنوات أن تخلق محطات علمية سنوية لطرح مسائل موسيقية مختلفة ولكن ما ينقصنا بحق الجدية في اختيار المحاور العلمية التي تطرحها الملتقيات وأحياناً في اختيار المحاضرين وفي الطرح في حد ذاته".
توضّح هنا قائلة "مازلنا في العالم العربي نعتمد في الغالب على مقاربات علمية بالية، ولم نواكب التطوّر المعرفي في مجالنا بما يتيحه ذلك من تناول معمّق للمسائل الموسيقية، فليس هنالك موضوع قديم أو حديث في الموسيقى، وفي العلوم بصفة عامة، وإنما هنالك مقاربات متطورة وتقنيات بحث جديدة ومناهج حديثة"، مضيفة "نحن باختصار نتهافت على الموضوع ونترك المنهج لذلك تبقى أغلب ملتقياتنا بلا عمق علمي وبلا إضافات جديدة تفيد منظومة البحث العلمي على المستوى العالمي".
يحتوي برنامج الدورة على عرض افتتاح بعنوان "عبق الأندلس"، ينتظم بداية من السابعة من مساء اليوم وهو من أداء جوق مدينة سوسة للمالوف والموسيقى المغاربية الأندلسية، وينظّم غداً يوم دراسي، يلقي خلاله الباحث الجزائري رشيد قرباص محاضرة بعنوان "الموسيقى المغاربية: نشأتها و تاريخها"، كما تقدّم خاصيات فن المالوف في كل من المغرب (سفيان كديرة)، وليبيا (أحمد دعوب)، والجزائر (رشيد قرباص)، وتونس (سنية مبارك). وينتهي اليوم الدراسي بعرض موسيقي بعنوان "عمري للفن" لجمعية "نادي السنباطي للموسيقى العربية بسوسة".
وفي اليوم الختامي، تقام مائدة مستديرة حول "واقع التراث الموسيقي المغاربي في الإعلام" يجري فيه تناول دور الإعلام في نشر الثقافة الموسيقية الأندلسية والجهود الرسمية في البلدان المغاربية في حماية هذا التراث الذي يتجاوز البعد الموسيقي باعتباره إرثاً حضارياً عالمياً.