وقالت الوكالة الأممية في بيان إن "تقديم أولويات أونروا لعام 2019 والمتطلبات المالية يأتيان في أعقاب عملية حشد دولية لافتة للتغلب على عجز مالي غير مسبوق وأزمة وجودية بعد قرار أكبر مانح للوكالة بوقف 300 مليون دولار من تبرعاتها في العام الماضي".
وشكر كرينبول شركاء أونروا: "في الوقت الذي واجهنا فيه أكبر تحدٍّ مالي على مدار تاريخنا الذي نفخر به، فقد كان أمراً ملهماً أن نشهد مدى السخاء والاستجابة من الحكومات المانحة والمضيفة، من داخل منظومة الأمم المتحدة ومن شركائنا في المنظمات غير الحكومية، ومن المجتمع المدني والأفراد. أود أن أنقل امتناني العميق لهذا الالتزام والتضامن المثاليين".
ووفق البيان "في عام 2019، فإن لاجئي فلسطين في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، وغزة والأردن ولبنان وسورية، سيستمرون بمواجهة عدد من التحديات الصعبة على صعيد التنمية البشرية والحماية".
وأوضح "من الأمور المركزية لهذه الضغوط الطريقة التي يعمل فيها الاحتلال المستمر للأراضي الفلسطينية المحتلة، والحصار على غزة، بالتأثير الكبير على حياة لاجئي فلسطين"، مشيرا إلى أن آثار العنف والتوغلات ونقص الحرية في التحرك والفرص الوظيفية، علاوة على المستويات المرتفعة لانعدام الأمن الغذائي والصدمة النفسية، تعد أموراً تُنذر بالقلق وبالاتساع.
وفي سورية، فإن النزاع الدائر تسبب بالعديد من العواقب الوخيمة على لاجئي فلسطين في البلاد وخارجها، بدءاً من النزوح، ووصولاً إلى فقدان سبل المعيشة، بالإضافة إلى النضال اليومي من أجل النجاة من الشدائد الهائلة التي فرضتها ثماني سنوات من الحرب.
وقال المفوض العام إن "أحد المخاوف الكبرى للاجئي فلسطين يتمثل في الغياب شبه الكامل للآفاق، السياسية والشخصية على حد سواء. وفي خضم كل هذا، فإنه من الضروري المحافظة على الخدمات الرئيسة التي يقوم بها موظفو أونروا الشجعان في واحدة من أكثر المناطق صعوبة واستقطاباً في الشرق الأوسط. إن ندائي موجه لكافة شركائنا بالعمل على استدامة مستويات التمويل التي تم تحقيقها فردياً وجماعياً في عام 2018. إن ما هو على المحك هنا هي كرامة وحقوق لاجئي فلسطين، وتحديداً الحق في التعليم لما مجموعه 530 ألف فتاة وصبي، علاوة على الاستقرار الإقليمي والدفاع عن نظام التعددية القوي".
ومن إجمالي المبلغ المطلوب، تحتاج الوكالة إلى 750 مليون دولار من أجل مواصلة خدماتها الرئيسة التي تشمل التعليم والصحة والإغاثة والخدمات الاجتماعية والمساهمة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة وأجندة 2030.
وتحتاج الوكالة أيضاً إلى 138 مليون دولار من أجل تقديم المساعدة الإنسانية الطارئة في الأراضي الفلسطينية المحتلة (غزة والضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية)، إلى جانب 277 مليون دولار من أجل دعم نداء الطوارئ للأزمة الإقليمية السورية (في سورية، ومن أجل لاجئي فلسطين من سورية في لبنان والأردن).
وخاطب كرينبول لاجئي فلسطين وموظفي أونروا: "خلال الأزمة الشديدة التي واجهناها في العام الماضي، أطلقنا وعداً بإظهار أقصى درجات العزم والإبداع. وقد ارتقينا إلى مستوى هذا الالتزام"، مضيفاً "لقد تأثرت بعض الخدمات وفقد بعض الموظفين وظائفهم، وذلك أمر نأسف له كثيراً".
وأوضح: "من منطلق احترامنا لمجتمع اللاجئين ولموظفي أونروا، فإننا سنواصل العمل على إظهار تصميم مطلق على صعيد الحشد السياسي والدعم المالي للوكالة، كما أننا سنبقى أيضاً على درجة عالية من المصارحة حيال مدى الصعوبة التي سيكون عليها ذلك الأمر، وعلى صعيد حقيقة أن أونروا ستستمر بمواجهة تحديات كبيرة. علينا أن نبقى متحدين، وأن نظهر التماسك الذي كان جزءاً مهماً من نجاحنا في العام الماضي".