تلقي مسرحية "الغوص" الضوء على الحياة القطرية في الماضي وعلاقة أهل قطر بالبحر، مستحضرة معاناتهم وشجاعتهم وصبرهم ونمط العيش القديم من خلال ديكور تراثي يعكس صورة الفريج (الحي) العتيق، إضافة إلى وجود شاشة تنقل للجمهور مؤثرات مرئية.
الغوص شكّل عصب الحياة الاقتصادية الوحيد منذ أربعينيات القرن التاسع عشر وحتى اكتشاف النفط في الخليج العربي، وكان نشاطاً موسمياً يمتدّ على مدار شهور الصيف الأربعة استقطب عمّالاً من جميع أنحاء المنطقة للعمل في استخراج اللؤلؤ تحديداً وصناعته التي ازدهرت حتى ثلاثينيات القرن الماضي لتختفي تقريباً بعد عقود ثلاثة.
يستعيد العمل أهازيج ونهمات وأغاني مستمّدة من حياة البحر؛ القصائد الشعبية ومنها الموّال الذي ترجع أغلب نصوصه إلى أدب الغوص، الذي ترك أثره في الشعر والنثر والعادات والتقاليد والأمثال والحكايات الشعبية كما في العلاقات الاقتصادية. في هذا الأدب كان الغواصون يبثون همومهم وضيق ذات اليد وفراق الأحبة ويصفون مراحل السفر والمواطن البحرية (الهيرات) التي وقفوا عندها ويصفون السفن التي تقلهم ورفاق العمل، ويرثون من خلاله في فترة لاحقاً تلك الحقبة مع اكتشاف البترول.
الأوبريت الذي تقدّمه "كتارا" بالتعاون مع "مؤسسة الذاكرة والتراث" في الدوحة، من سيناريو وألحان وإخراج فيصل التميمي، ويعرض الجزء الثاني منه بعنوان "حزاية قطرية" يومي 12 و13 من الشهر الجاري، ويرتكز على حوار يدور بين جد وحفيدته يحتوي سرداً تاريخياً لتطوّر المجتمع والحياة في قطر.
وسيكون العرض المسرحي الثالث والأخير في 2 و 3 شباط/ فبراير المقبل بأوبريت "حكاية وطن"، وهو يسلط الضوء على أهمية الارتباط والتكاتف الاجتماعي بين القطريين منذ القدم سواء من خلال محيط الأسرة أو الفريج أو عند السفر للغوص.