"أفرهول": عودة الأمريكاني إلى الخراب

30 يونيو 2016
بدر محاسنة/ الأردن
+ الخط -

يعود إلى عمّان بعد غربةٍ طويلة ليفتتح مقهىً ستدور فيه حوارات كثيرة تكثّف حياة أبطال الرواية بحقائقها وأوهامها، ثم يحترق المقهى الذي يختزل المدينة ويعكس التغيّرات التي أصابتها في السنوات الأخيرة؛ ملخّص يعبّر عن "أفرهول".

في حديثه إلى "العربي الجديد"، يقول الروائي الأردني زياد محافظة (1971: "حين برقت في خاطري مفردة أفرهول، لم أتردّد لحظة في اعتمادها عنواناً لهذا العمل؛ فالكلمة كثيراً ما نستخدمها في الدارجة المحلية الأردنية، للدلالة على عملية إصلاح محرّك السيارة عندما يطاله الخراب".

مازن "الأمريكاني" يستقر في الأردن بعد غياب استمر ربع قرن عنها، مستمرّاً في صلاته مع أجهزة أمن وتنظيمات إرهابية في الوقت نفسه، وهو ما يبدأ بكشفه حين يُصاب بالسرطان، لتنفتح أسرار كثيرة تجمع أطرافاً عديدة بمصالح متناقضة ومتنوّعة.

يتابع العملُ تفكيك قصص وعلاقات شخصية ترتبط بالأحداث السياسية والدينية والفكرية والاجتماعية، لتقدّم شهادة روائية على مدينة نابضة بالحياة، تشتعل حولها الحروب والحرائق والفتن والاضطرابات؛ مدينة صبغ وجهها الكثير من الفرح، وذاقت في الوقت ذاته ما يكفي من الألم والمشقّة والجحود.

"تحاول الرواية قراءة المشهد الاجتماعي الأردني، من دون زيف أو مجاملة، ولعلّها شهادة روائية على حاضر مربك نتقاسمه جميعاً، وغد مجهول لا تظهر من ملامحه شيئاً"، يوضّح محافظة.

يلفت صاحب "نزلاء العتمة" إلى أننا "أمام أزمات وتحديات خانقة، ومن المؤسف القول إن استجابة الأدب ما تزال خجولة قياساً بعملية الاختطاف التي تتعرّض إليها ثقافتنا ومجتمعاتنا تحت تسميات عديدة"، متسائلاً: "هل نتحدّث عن الكبت والقمع والفساد، الظلامية التي تطلّ بوجهه البشع، وخطاب الكراهية والقتل، والهجرات والهويات الضائعة، هل نتحدّث عن المآلات الغامضة لكثير من شعوبنا، واللجوء المر والاقتتال والحروب وخساراتها، واختطاف الحياة والدين؟".

صدرت لمحافظة روايات عدّة، من بينها: "بالأمس كنت هناك"، و"يوم خذلتني الفراشات"، و"أنا وجدي وأفيرام"، ومجموعة قصصية بعنوان "أبي لا يجيد حراسة القصور".

دلالات
المساهمون